Monday, February 27, 2023


من كتاب ث١                         موت الخطيئة من نفس الانسان 

ليس كموت الإنسان بالخطيئة.


الخميس 6 كانون الثاني 2005 الساعة 10،40

سلام ماما مريم:

السلام عليكم يا أولادي، أنتم تعرفون بأني دائماً معكم، ولكن الفرق الوحيد هنا هو أنكم تسمعونني مباشرة كيف أشارككم الصلاة وأعطيكم النِعم، إذاً فأنتم تلتمسون نِعمي مباشرة وهذا لتتأكدوا من وجودي في قلوبكم وبأني أسمعكم. آمين.

 

الملاك ميخائيل:

السلام عليكم يا مَنْ تنعمون بمحبة الله. بتّم تعرفون بأنَّ من يريد أنْ يسمع رسائل الله يجب أن يكون محضّراً لهذا النور. الرسائل هي نور تخترق نفوسكم وتدفئها وتعلّمها المحبة،

 

فلذلك تأتي أم النور دائماً لتفيض على نفوسكم المحبة:

أحبائي، كم أشتاق لأولادي عندما أراهم بعيدين عني وفجأة يقتربون مني. إنه ندائي، نداء قلبي الذي يحمل حرارة الأمومة لكم. إن قلتُ لكم بأني أحبكم فهذا أكيد، ولأني أحبكم أغدق عليكم بالنِعم وأعلّمكم ما يجب عليكم أن تتعلّموه من قِبَل الله، فقد أتى قرار الرب بأن أعلّم الخليقة حقيقته وأحضرّها للمجيء الثاني، إذاً فأنا أناضل من أجلكم يا أولادي بالرغم من أن بعضهم يأتي ليبدّد رسائلي ويشوهها، فلا تكترثوا لهم، لأنهم بالنهاية لا يعرفون ماذا يفعلون. ما يهمني هو أن تبقوا هكذا صامدين وعارفين خطواتكم ومؤمنين بما تعطيكم إياه السماء من عطاء، وعطاؤها دائماً خيّر، فلتفهموا ذلك يا أولادي. قبل أن يحلّ الغضب، يجب أن أكلّمكم عنه كما أكلّمكم عن الفرح. إذاً فهذا الغضب لا بدّ منه كما تكلّمنا سابقاً: كيف سيبتلع البحر اليابسة؟!  البحر هو مطيع لله، وجاء دور الرب بأن ينقذ الإنسان المؤمن الثابت. إنَّ غضب الله لا يطال جميع الناس، بل هو على البعض منهم، فإذاً، إنه ينقّيهم لأنه يعرفهم ويعرف أعمالهم الجيّدة فلا يسيء إلى المؤمن، بل يبقى معه وينتشله ويضعه في المكان المناسب لخلاصه. تأكدوا يا أولادي بأن الغضب سيأتي من كل شيء عمله الرب بيديه وصنعه، إذاً فالبعض من الناس سيغضب على نفسه، نعم! لدرجة أنهم يريدون أن يكتفوا من هذا الغضب ولا يريدون أن يكمّلوا، لدرجة أنهم يتمنون أن يموتوا فوراً قبل أن يروا هذا، ولِمَ هذا برأيكم يا أولادي؟! لعدم اكتراثهم لظهوراتي في العالم، ولعدم تفهُّم رسائلي وتوعيتها لهم، إذاً فالرب رحوم حتى يُعْلمكم بغضبه وبفرحه، طالما تريدون الفرح، فإلى أين تستمرون في السير نحو الهلاك؟ في يوم يقرر الرب غضبه هذا، يأمر البحر بأن يفيض على اليابسة ويبتلعها، فهذا غضبه من هنا ومن هناك، وهنا الخليقة لا تعرف من أين يأتي الغضب، وهي تتساءل للآن وتقول: لعلّ هذا باطن الأرض يتكلّم؟ لا، إنَّ باطن الأرض يتفجَّر، وتتشقَّق الأرض بفعل شرّكم الذي لا تريدون أن ترتدّوا عنه ولا أن تعترفوا بأعمال الله، لذلك ستصير إنشقاقات في الأرض وكوارث لا تحصى ولا تُعد. فإذاً يا أولادي، خلّصوا نفوسكم قبل أن يأتي غضب الرب ليبيدكم، نعم! عند الإبادة، لا تقدرون أن تحيوا مجدداً، بل فقط تقوم نفسكم لكي يدينها الرب، وعندها تذهب للموت المؤبد. أما المؤمن الثابت كما كرّرت سابقاً، فهو يبقى بحياة دائمة. 

أقول لكم، إنَّ مَن ترقد نفسه في تلك الأيام، بخلال هذه الكوارث، وكان مؤمناً بالله، فلن يعرف الموت المؤبّد، بل في هذه الحالة سيكون موته بالجسد مؤقتاً ونفسه في رقاد، وستكون له حياة جديدة. كما تكلّمنا سابقاً في الكتب المتعدّدة عن الذين استشهدوا من أجل الله، استشهدوا بجسدهم، بالدم واللحم، ولكن نفسهم لا زالت تحيا مع الروح، ولا زال عندها دورلتقوم به، فيجب أن تكون لها حياة، وهذه الحياة هي من الله. إذاً فمن يستشهد من أجل الله يحيا مجدداً لأنه هو الحياة، فكيف لا تحيون وأنتم تعملون من أجله. فإذاً يا أولادي، كل هذا الغضب سترونه ولكن بعد انتشار كلمتنا للخليقة، وعندها إن لَمْ يتفهّموا ولا زالوا مصمّمين على رأيهم، فإنهم سيموتون موتاً مؤبداً، أما إن أرادوا أن يصدقوا ويعملوا ويتوبوا من أجل هذه الأيام، فإنهم يخلصون، فلذلك، معكم الوقت والفرصة، فاستفيدوا منهما ولا تضيّعوهما سدىً. يجب أن تقوموا على حلّ رباط نفسكم من الشرّ، واللّغز وهبتكم إياه، فلِمَ لا تدقّقون؟ فلِمَ لا تفكّكون هذه العقد التي أنتم وضعتموها بنفسكم؟ فإذاً، أنتم تقدرون أن تحلّوا هذه العقد أو أن تبقوا هكذا منطويين على نفسكم ولا تريدوا أن تلاحظوا ظهوري المعمّم في كل الكون. أولادي، ما من إنسان إلاّ ويشكّك، والشكّ يجلب الإيمان في بعض الوقت، حيث يبدأ الإنسان بالتفكير لكي يصل إلى اليقين، وطالما أنه وجد اليقين، فيجب أن لا يضلّ ولا يدع أحداً يضلّله، طالما معه قوتي ومحبتي، فيجب أن يستعملهما. أرجوكم يا أولادي، عندما تسمعون ندائي كونوا صامتين ولا تتكلّموا عندما أكلّمكم بل أَنصتوا فقط، لأني أنا السلام، وأنا أهبكم إياه اليوم وغداً، وأقودكم لكي تحيوا حياة أبدية. بمقدوركم أن تعملوا من أجلي، من أجل الرب، بمقدوركم أن تزهروا. لا تدعوا نفوسكم تموت وأنا أنظر إليها. طالما أعلّمكم كيف تحيون للأبد، فاستفيدوا مني، نعم! مني، ولا تقولوا بأنه مجرّد كلام وسوف ننساه، لا يا أولادي، لا تنسوا كلامي، فَليَبْقَ كلامي زوادة معكم في خطواتكم، في أعمالكم وفي كل ما يتعلّق بأعمال الله، لتفهموا بأن النور هو فقط من الله وليس من غيره. أنا أعرف بأن البعض يطلب الشفاء، ولكن، ما يهمني الآن يا أولادي هو شفاء النفس قبل شفاء الجسد، هذا ما أريده منكم. وما أريده أيضاً هو أن لا تسمعوا أحداً يوسوس في آذانكم، فتضيعوا وتضيّعوا كل ما وهبتكم إياه، بل اسمعوني من قلبكم واعرفوا بأني أريد أن أحيا فيكم، ولكن دعوني أنا أقودكم إلى الطريق، دعوني أنا أبلسم جراحاتكم ولا تردّوا على أحد من خارج جسدكم. طالما الروح يسكنكم، لا تردّوا على أحد خارج هذا الجسد، بل أبقوا معنا دائماً واسمعوا نداءنا لأنكم بندائنا تخلصون. وهبتكم اليوم نِعمة مميزة وهي مؤن لكي لا تجوعوا ولا تعطشوا، وهذا لأني أريدكم بجانبي ومعي، من أجل ذلك لا تكترثوا. طالما أنتم معي فلا تهتموا بالباقي، فأنا أحبكم وأحب أن أكون معكم، أتعتقدون بأني سأترككم يا أولادي، يا عائلتي؟ فإذاً، يجب أن أكون مع عائلتي بالسرّاء والضرّاء، بالغضب والفرح. لا تتركوني وأنا لا أترككم، فإذاً لا تخافوا، الخوف هو فقط لمَن لا يؤمن بالله، لأن المؤمن لا يخاف ويبقى سائراً صوب النور، صوب بقع النور التي اخترتها لكم على الأرض. شكراً لسماعكم ندائي.

ماما مريم أم يسوع.

 

رؤى:

رأيت ماما مريم تعطينا حبوب القمح وهي مؤونةً للأيام الآتية.

 

الحوار:

+ ماما مريم، يا جميلتي ويا ملجأي، لِمَ يا ماما لا تفتحي لهم عيونهم وننتهي من الشكّ وكل هذا الذي يمرّ به المؤمن الثابت، لِمَ يا ماما؟ رحمتكِ كبيرة لتتحملي كل هذا بفرح من أولادك! علّمتني أن أكون صبورة وقنوعة ومُحبَّة، أن تكون فيَّ كل الصفات الجميلة، فلِمَ لا يتقبل هذه الصفات كل الناس لنكون بنفس الصفات ونعيش بسلام من دون غضب ؟

= ابنتي، حبيبتي، أنتِ تعيشين بقفص من ذهب، أو إذا صح التعبير، تعيشين بملكوت صغير أعدّه لكِ الرب. لذلك لا تعرفين كما أنا أعرف ماذا يحدث خارج هذا الملكوت من تضييع وتمزيق وتشويه لصورة الله. الرب أراد أن ينهي كل هذا بسلام، إن سلّموا أمورهم للرب. ولكن طالما يوجد أُناس يرفضون النور، فكيف سنعيش كلّنا بفرح؟! لذلك، الرب على طريقته الخاصة سيستبقي من سيشاركونه الفرح.

+ أتعرفين يا أمي بأني أحزن كثيراً على هؤلاء الذين لا يحبّون حتى الحوار بكلمة الله أو سماعها؟

= حزنكِ هذا كحزني، لذلك عندما أتكلّم عن الغضب أحزن، لأن البعض من الخليقة سيهلك من دون رجعة.

+ ماما مريم، إن وصل الكتاب إلى كل العالم وتقبّلوا رسائلكم، وشاركونا في الصلاة بكل دول العالم على هذه النيّة راجين متوسلين بأن الرب يوقف غضبه، ماذا سيحصل عندئذٍ؟

= ابنتي، يا ليت، ولكن الرب عارف من هم الذين سيخلصون وليس غيرهم.

+ ألا نقدر أن نخلّص الخاطئ بصلواتنا هذه في كل العالم؟

= تخففون عنه عذاباته من خلال صلواتكم، نعم! أمّا أن تخلّصوه، فلا.

+ أتمنى أمنية: عندما تصل الكتب إلى كل العالم ويعترف البعض من الخليقة به، أن نتشارك معكِ بالصلاة في ساعة محدّدة يا أمنا لكي يخلص هذا العالم. في أية ساعة تحددين؟

= أحدّد الساعة العاشرة، لأن هذه هي الساعة التي سيتوقف فيها الزمن!!!