من كتاب ث١
موت الخطيئة من نفس الانسان
ليس كموت الإنسان بالخطيئة.
الثلاثاء 4 كانون الثاني 2005 الساعة 10،40
سلام ماما مريم:
السلام عليكم يا أولادي، إني أتنهد من قلبي الدافئ لكي تشعروا بتنهداتي هذه، ولتعرفوا بأن قوتي قوتكم وعملي عملكم ونضالي نضالكم، فيجب أن تُنصِتوا جيداً إلى الرسائل. آمين.
الملاك ميخائيل:
السلام عليكم، لمن يحمل السلام في نفسه، ونحن نعرف بأنه يجب أن تحملوا السلام لكي تتعرفوا على نور الرب
فإذاً، الرب يسوع معكم:
"أنا هو" الذي آتيكم بالعِلم والثقافة وأيضاً بالوحي وبالإلهام وبالتنبؤ عن الذي سيصير على هذه الأرض وماذا ستصبح هذه الأرض. بكلمة واحدة مني يتغير وجه الأرض وتصبح ملكوتي، ولكني أنتظر قبل أن أبدل وجه الأرض، أن أبدّل مفهوم نفوس الخليقة لخالقها، إذاً فهذه الرحمة التي تعيشونها الآن في هذه الأيام بالذات، هي للإرتداد ولكي تعرفوا معنى رحمتي قبل الغضب، فإن عرفتموها خلصتم، وإن لا، فأنتم اخترتم طريق الهلاك. أولادي، إنَّ كلمتي واحدة ولا غير، وكلما نطقت بكلمة، تكون لصالحكم ولإغاثتكم من كل شرّ، فإذاً يا أولادي، يجب أن تُنصِتوا إلى كل كلمة أقولها لكم، لأن كلمتي ليست لليوم فقط بل للمستقبل، فأنا أتكلم عن المستقبل وماذا ينتظركم من غضب، وبالمقابل من فرح. ولكي تصلوا إلى الفرح يجب أن تكونوا متهيئين، لأن من يستحق فرحي يجب أن يتماثل بي ويكون طاهراً ويعرف كيف يمشي بدربي، لأن من يتبعني يتبع النور، لأني أنا النور الذي بداخلكم. لا تتبعوني بخطواتكم فقط بل إتبعوني بقلبكم أيضاً، لأني من هناك أتنبأ وأتكلّم فيكم.
أولادي، عندما يبدأ الغضب، أول علامة، سيأتي الجراد ليأكل الأخضر واليابس، وهذه علامة الجوع، وكل علامة من علامات الغضب لها إنذاراتها الخاصة، كالجراد يعني الجوع، وإنه ليس بمقدوركم أن تزرعوا وتأكلوا بعد هذا، لأنه يكون قد بدأ الغضب. في الأيام السابقة أتيناكم بالإنذارات الصغيرة هذه، وهذه الإنذارات لم تكن كلّها مثل بعضها البعض، ولكن لنقول لكم بأنها ستأتي، فلتتحضّروا ولا تراوغوا ولا تماطلوا، واليوم أنذركم بأنها ستأتي مجدداً، ولكن بقوة أكثر بكثير، وعندها لا تقدرون أن تبيدوها أو أن تقتلوها لأنها منصاعة إليّ، ففي تلك الأيام لا تفكّروا بما تأكلون وما تشربون، لأن هذا الجوع يجب أن يعلّم المخلوق معنى الجوع الحقيقي لله وليس للأكل أو للشرب. فلو عرفتم معنى الجوع لعرفتم بأنكم بحاجة لي. ومهما احتفظتم بطعام وخزّنتم مؤناً، فإلى متى ستدوم؟ ستعرفون حينها أن المؤمن الثابت والذي عرف كيف يطلب خبز الحياة، فإنه لن يجوع ولن يعطش، ولأنكم معي، لا تذوقون الموت أبداً. فقط صلوا، لأني أنا الذي أهبكم الحياة. لا تعتقدوا بأن المؤمن الثابت سيموت، لا، لن يموت لأنه خزّن في داخله حبّاً كبيراً لي، وبإيمانه الكبير لي أعطيه الحياة. بالرغم من كل شيء، وكما أقول دائماً، لا تقدرون أن تحيوا من دوني، لأني "أنا الحياة"، فلذلك أنا أقدر أن أنادي روحي لتفارق الإنسان الذي يختار طريق الشرّ، ويكون موته سليماً هكذا من دون غضب، ولكن لا، وذلك لأعلّم الخليقة أنه، كما أني رحوم وأخاف عليهم، فإني أيضاً أغضب على أولادي، لأعلّّمهم كيف يسلكوا الطريق مجدداً ولا يختاروا طريقاً آخر. ألا تعتقدون بأنه حان الوقت لأن آتي بغضبي لأوعّيكم؟ إذاً فمن يدّعي ويقول: لا وجود لله، فهو كافر والكفّار كثيرون، يكفرون بوجودي، وإن كانت لا تزال الحياة لهم! ولكن أنا لا أحاكمهم الآن. في بعض الأوقات تتساءلون: لماذا يا رب تترك هذا الخاطئ والسارق وإلى ما هنالك من أناس فاسقين ينهبون ويسرقون ويفعلون ما يحلو لهم ولا تفعل لهم شيئاً ولا توقفهم ولا تردعهم؟! أقول لكم: ما زلت أعطيهم فرصة ليتوبوا ويخلّصوا نفوسهم قبل أن آتي بغضبي، لأنهم حينها سيرون غضبي ويعترفون بوجودي ويدركون ماذا اختاروا في النهاية، إما الحياة الأبدية، وإما الموت المؤبّد. أليس الإنسان حراً باختياره؟ إذاً، لا تعتقدوا أنني لا أتألّم حين أرى كيف تختار نفس الإنسان الشرّ وتلحق به وبأعماله، ولكن لم يحن الوقت بعد لأبسطِ مشيئتي الكاملة على الأرض فأقرّر وأختار عن نفس الإنسان. من أجل ذلك أنا أسمح ببقائهم على الأرض، والمؤمنون الثابتون سيرون ويحيون، أما هؤلاء، فسيرون ويخافون غضبي ويلتجئون إليّ في تلك الساعة، ولكني أكون قد أقفلت أبواب رحمتي ولا أقدر بعدها أن أستقبل أحداً. الخوف سيرعبهم، ويفتك هذا الرعب بأجسادهم. سيموتون رعباً، ليعترفوا بأن كل هذا هو من الرب، ويصبح هذا الخاطئ في تلك الساعة يترجّاني بأن يموت فوراً ولا يريد أن يرى كل هذا العذاب، ولكني، أنا هنا سأقاصصه لكي يرى كل شيء أمام عينيه، وليرى بأني حقاً موجود، وبأني أقدر أن أغضب عليه وأن أعلّمه المحبة، ولكنه رفض روحي، فلن آخذ روحي منه قبل أن يرى كل هذا الغضب ويعيشه، وهذا قصاص على ما فعله في نفسه بحياته، ولما أساء به إلى الآخرين بأعماله السيئة، فيجب أن يقاصص من قِبلي في تلك الأيام. عندما يكونون ينوحون ويبكون، بينما المؤمن الثابت، فسيبقى ليقف إلى جانبي وليخبر عن أعمالي، كما أخبر المؤمن الثابت سابقاً عن أعمالي الحسنة والجيدة والجميلة أيضاً، هكذا سيخبّر المؤمن الثابت عن غضبي، إذاً فكل هذا يجب أن يكون، ويجب أن تكونوا مستعدين لأعمالي. إن دوائي معكم فلتحافظوا عليه، وليكن هذا الدواء ذخيرةً لكم في تلك الأيام. خزّنوا كلمتي في أعماقكم وإعترفوا بأعمالي واعملوا بها لكي لا تضعفوا أمام الصعاب والويلات، بل يجب أن تعملوا بكدّ وبجهد. ولكي تكتبوا ماذا صار على الأرض قبل أن تصبح هذه الأرض ملكوتي، فيجب أن أبيد نفوس الخليقة الشريرة لأنها لا تستحق الحياة ولأنها هي رفضت الحياة، هي اختارت وأنا أحترم اختيارها. لذلك يا أولادي، فلتكونوا مثقفين وواعين على كل ما أقوله لكم، ولا تتردّدوا عندما تسمعون صوتي، لأنه عندها، في تلك الأيام، المؤمن الثابت سيسمع صوتي, وهؤلاء المؤمنون سيعملون ويكدّون ويجتهدون لكي أنيرهم، ولكي أقول لهم بأن نوري لا زال معهم فلا يخافوا، أما الشرير فلا يقدر أن يسمع لأنه اختار لحواسه أن تموت منذ زمن، فكيف سيسمعني؟ فكيف سيشعر قلبه بي إن كان اختياره أن تموت كل حواسه؟ من أجل ذلك لا تتساءلوا بعد اليوم لماذا أتركهم على الأرض؟ ولماذا أطيل عمرهم؟ أطيل عمرهم لكي يروا غضبي. تقولون لي، البعض يعذبون المؤمنين، نعم أنا أعرف، ولكن دعوهم، أتركوهم لي، فلذلك لا تدينوهم أنتم لأني أنا سأدينهم.
الثالوث الأقدس.
رؤى:
+ رأيت الكتاب الذي سلّمني إياه الرب يسوع وفتحه لي، فقرأت منه بعض السطور، وهو يحكي عن نهاية الأزمنة بالتفاصيل. فقال لي: هذا الكتاب يحكي عن أسراري التي ستتكلّمين عنها في الكتاب الخامس والسادس.
الحوار:
+ فإنك تجازي الشرير بتركه على الأرض ليرى غضبك؟
= نعم، سأتركه، لأن لا مأوى له ولا مرجع سوى الهلاك، فإنه مجرّد من كل شيء حتى من روحه.
+ عندما يأتي الغضب وينتهي ويبدأ السلام، هل يبقى الإنسان يتذكر كل شيء عن ماضيه، أم يفتكر فقط بالغضب وبأعمالك؟
= يا ابنتي، يجب أن يفتكر الإنسان بكل شيء عن ماضيه وعن الماضي، لأن الأجيال ستخبر لاحقاً كيف كان الإنسان وإلى أين توصل بالإختراعات.. إلى أن بدأ الغضب.