من كتاب ث٢ موت الخطيئة من نفس الانسان
ليس كموت الإنسان بالخطيئة.
الأربعاء 5 كانون الثاني 2005 الساعة 10،40
سلام ماما مريم:
السلام عليكم يا أولادي، أنتم تعرفون، طالما نحن موجودون معكم ونعطيكم رسائلنا وبركاتنا، فهذا يعني أنكم بأمان، إذاً فالبركة دائماً معكم. آمين.
الملاك ميخائيل:
السلام عليكم، يا من تحملون كلمة الله، فالبركة دائماً معكم تواظبكم في أعمالكم، في خطواتكم.... فإذاً، لِمَ تنتظرون يوماً في السنة لتتباركوا، وأنتم بمقدوركم أن تتباركوا كل يوم وكل دقيقة من حياتكم!
سأترككم مع الروح القدس:
دائماً، الصمت يعني الرضى على ما نقوله، فإذاً دعوا داخلكم دائماً ساكناً هكذا لكي تسمعوا ندائي، لأن ندائي دائماً في قلوبكم، ولكن طالما تتخبطون بالضجة وبما هو خارج هذا الجسد، فلا تقدرون أن تسمعوني، أما إذا كنتم بأمان وسلام وتسلّمون كل ذاتكم لي، فتقدرون أن تسمعوني، لذلك أولادي، تأكدوا بأن نِعمي كثيرة، ولكن تلزمكم الصلابة في موقفكم هذا. لا تتردّدوا بأن تسمعوني، لأني أنادي كل إنسان، ولكنَّ البعض من الناس يحبّون الضجيج والإستهزاء وكل ما يروه من خلال عيونهم، ولكنهم لا يحبّون أن يسمعوا ما تقوله قلوبهم أو بما بتكلّم روحي فيهم. إن أردتم فلتسمعوا. أولادي، إن قلت لكم بأن غضبي آتٍ، فهذا من أجل أن تتحضّروا له. من أجل ذلك روحي يحضّركم ويوعيكم على ما سيفعله في المستقبل، لأني سآمر الطبيعة بأن تنصاع لي، كما من زمن عندما كان إبني الحبيب في وسط البحر وكان البحر هائجاً، ماذا قال له؟ ألم يسكته؟ هذا أكيد، إذاً فالطبيعة تنصاع لي، وكما آمرها أنا تفعل، لذلك فالغضب آتٍ، فلتتحضروا له، وهذا ليس للمؤمنين الثابتين بإيمانهم، بل للأشرار الذين سيرون غضبي. طالما عرفتم رحمتي، ستتعرّفون أيضاً على غضبي، إذاً فالكوارث ستأتي بعدّة طرق. والطريقة الثانية هي: عندما تسمعون صوت الرعد، وهذا كصوتي الجهوري، عندها ستمطر الأمطار بغزارة ولا تتوقف أبداً، إلى أن تصبح هذه الأرض كلها ملأى بالمياه، والطوفان لا يتوقف، فإذاً، هنا سآتي بصواعق تهدّم البنيان وتسيء إلى ما فعلته نفس الإنسان، إذاً فلمَ هذا؟ لأني أريد أن أبني كل شيء من بعد غضبي بطهارة، بعفّة وليس بغش ولا بخطيئة، فإذاً، أنا أطهّر الأرض من كل الآثام التي فعلتها نفس الإنسان والتي تريد أن تستمر بها ولا تريد أن تتراجع عن شرّها وتعترف بي، فهل أبقى صامتاً هكذا أتفرج عليكم وأنتم تشوّهون أعمالي وصورتي؟ ماذا تريدون أن أفعل بكم؟ دائماً أسامحكم، أرويكم من كلمتي، وكلمتي تدخل من أُذن وتخرج من الأذن الأخرى وكأنكم لا تسمعون، لذلك أنا حزين عليكم، لأن البعض لا يستمع من القلب بل يستمع من الخارج وهذا لا يدوم. ما يُسمَع من الخارج لا يدوم، بل يُنتَسى، وما يُسمَع من الداخل يبقى وينعش النفس، والنفس تنعش الآخرين بأعمالها.
أولادي، إن الصواعق التي ستأتي بأيام غضبي، ستحرق كل شيء يتعلّق بالإضاءة والكهرباء، إذاً فأنتم هنا تتهيأون للظلمة، ويبقى فقط نوري الذي في السماء، أي نور عيوني التي تسهر عليكم دائماً في الليل وفي النهار، الشمس والقمر، هنا تبقى لفترة لأقول لكم بأني لا زلت أسهر عليكم بالرغم من أني آتيكم بغضبي وأتأسَّف على هذه الخليقة التي ضيّعت نفسها سدىً للشر، فإذاً سأطيل عمر الشرير لكي يرى غضبي، لأنه لم يرحم نفسه يوماً ولم يعترف بي، هذا كله لِمَ؟ من أجل أن يعترفوا بي، وعندها سأتركهم يموتون موتاً مؤبداً. هذا هو غضبي الذي ينطبق على كل نفس شريرة وتريد أن تستمر دائماً بالشرّ. وبالرغم من رسائلي هذه التي أهبكم إياها اليوم في هذه الكتب، فالبعض سيقرأون ويضحكون ويستهزئون، بالرغم من عطائي لهم ورسائلي ونِعمي سيستهزئون مني أيضاً، ما رأيكم بهذا؟ كيف أعاملهم عندما أعطيهم كلمتي وثقافتي الروحية ويرفسونها؟ ماذا يبقى لهم من رحمتي بعد؟ ماذا يريدون مني أكثر من ذلك؟ يا قليلي الإيمان، أعطيتكم أماناً وسلاماً، بادلتموني بالفساد وبالأعمال السيئة لنفوسكم وشوهتم إسمي وصورتي. أعطيتكم المحبة والنِعَم والبركات، أعطيتموني المعاملة السيئة لروحي الذي فيكم والذي لا تسمعونه ولا تريدون أن يعمل فيكم. أنا وهبتكم، ولكن أنتم ماذا وهبتموني؟ أنا لا أريد شيئاً بالمقابل. عندما أعطي وأهب، أهب لأني أب بالنهاية وأنتم أولادي، ولا أريد شيئاً بالمقابل، وإلاّ لكنت حملت سيفي من زمن طويل وربيتكم على السيف وليس على كلمتي، ولكني تركت لكم الإختيار لكي أكون منصفاً وعادلاً بحقكم. نعم، أنتم بعيدون عن هؤلاء الذين يدّعون بأن ليس لي وجود ويقومون بأعمال تسيء إليّ، ولكني بنفس الوقت، أنتظر وأهوّن عليهم وأقول لهم: ستصمدون لتروا غضبي، وهم لا يعرفون، ويعتقدون بأن الرب دائماً رحوم وغفور ولا يقدر أن يؤذيهم! طالما تعرفون بأني لا أقدر ان أؤذيكم وأحبكم حبّاً جماً، إذاً فلِمَ تعاملونني بقسوة؟ ولكن، أنا أريد أن أخلّصكم من غضبي. بالرغم من كل شيء، لَن آتيَ إليكم فجأة بهذا الغضب، فإني أهبكم إنذارات صغيرة لكي تعرفوا أن كل شيء آمره على الأرض ينصاع ويسجد لي، ولكنَّ البعض لا زالوا يعتقدون بأن لا شيء مني، بل من الطبيعة. أنا أتأسف على هؤلاء لأنهم لم يقرأوا تحت السطور بل فوقها، لأنهم خارجون عن كلمتي ولا يريدون أن يتعمقوا بها. تكلّمت بأني سآتي بالكوارث والزلازل وإلى ما هنالك من أعاصير، ولكنهم لا زالوا لا يصدقون! إذاً فالويل لهم لأني أعطيتهم كلمتي ولم يعرفوها، أعطيتهم صورتي وشوهوها، أعطيتهم جسدي فباعوه، أعطيتهم دمي ومائي فزادوه نزيفاً، أين هؤلاء الذين أريد أن أتّكئ عليهم وأريد أن أهبهم كل أعمالي؟! رأيت انَّ المتواضعين يستحقون أن يحملوا رسائلي لأنهم لا يقدرون أن يشوهوها، وأيضاً لا يقدرون أن يتفلسفوا عليها، بل يأخذونها بمحبة ويحافظون عليها وينشرونها كما هي أي كما أنا أعطيها لهم. فإذاً يا أولادي، أنا أعرف ما أختار ومن أختار، الإختيار لي، لأن من يحمل كلمتي يجب أن يكون صبوراً جداً وأميناً على كلمتي، لذلك حافظوا دائماً عليها، لأنها ستكون زوّادتكم في يوم الظلمة. أريدكم أن تحيوا معي. جئتكم بالزاد، وهذا الزاد هو كلمتي، لا مأكل ولا مشرب لكي تنموَ أجسادكم، بل المأكل والمشرب هي كلمتي، لأنكم ساعتها فقط ستنمون وتنمّون نفوسكم، ونفوسكم ستهب الحياة لجسدكم إذ حينها، يكون لديكم روحي الطاهر ونفسكم الطاهرة، فإذاً، هما الداعمان لكم بالحياة وليس الأكل ولا الشرب.
أولادي، أرجو منكم أن تتفهّموا كلامي وتتعمقوا به ولا تحوّروه كما يحلو لكم، لأن كل ما أتكلّم به سيصبح قريباً على الأرض، ولكني جئت أحذّركم وأنذركم بأن الآتي هو عظيم وكبير، لأن قوتي هي غير قوتكم وأعمالي غير أعمالكم وكلمتي غير كلمتكم.
الثالوث الأقدس.
رؤى:
رأيت غيمةً بيضاء على الحضور، ومن هذه الغيمة كانت الأمطار تهطل. سألت الروح عن معنى هذه الرؤيا، قال: هذه نِعَمي التي هطلت عليكم.
الحوار:
+ كأنك يا رب تقول في الرسالة بأنك ستمحي كل عمل قام به الإنسان على الأرض؟
= نعم، هذا ما قصدت، سأمحي كل شيء لأبتدئ بملكوتي، باسمي وبأعمالي وبكلمتي.
+ ستمحي كل الآثار التي اخترعها الإنسان ؟
= نعم
+ ولكن توجد أعمال خيّرة قام بها الإنسان وخاصةً أماكن الأديرة والقديسين ....؟
= أماكن القداسة للقديسين، فلا لزوم لها، لأن ملكوتي لن يكون مكاناً معيناً، بل جميع الأرض، لذلك، عندما سآتي مع القديسين والملائكة ستصبح كل الأرض مقدسّة وليس مكاناً محدّداً ومكان ظهور القديسين، لأنهم عندها سيكونون معنا على الأرض، وظهورهم ليس مجرّد ظهور بل حقيقة، إذاً فلا لزوم لتحديد المواقع.
+ ما الفرق بين السيف الذي تكلّمت عنه في الرسالة والكلمة؟
= الفرق، بأن كلمتي هي: رحمة لكم وتعبيراً عن محبتي وفرصاً متاحة لكم لكي تعترفوا بي وتعملوا أعمالي وتخلّصوا نفوسكم، وهي التروي والحكمة والصبر، ولإمتحان النفس، والكلمة هي أيضاً: العلم والثقافة عني، فإذاً، معناها الغذاء للنفس والإستفادة من خيرات السماء .
والسيف هو: اتخاذ القرار الصارم الذي ينهي معاملة نفس الإنسان السيئة، حيث لا أتقبل لجوءه إليّ مجدداً. السيف يتكلّم عن جرح نفس الإنسان لي وعن قراري الصارم عليها، فإذاً، هو الصاعقة النازلة على نفس الإنسان الشريرة.
+ ولكنك تقول بأن كلمتك سيفٌ علينا؟
= لا، بل أقول كلمتي حقٌ عليكم وحقيقة.