يقال ان الحب اعمى، هل هو حقاً اعمى؟
لا ان ليس الحب اعمى، لأن الحب لا يرى بالعيون المجرّدة بل هو احساس في القلب، وهذا لأنه نبض الاحاسيس، ولأن كل ما يخرج من القلب من حب وعاطفة ورقة وحنان هو المسوؤل عنه.
لذلك لا يرى الحب بعينك بل عيناك تحسّان بقلبك. وهذه الاحاسيس تسمى الحبّ.
ليس شرطاً ان يكون لك حبيبة لكي تصير حبيباً بل انت الحبيب لأن لك قلب.
ولكن لتجديد هذه الاحاسيس الموجودة في القلب يلزمك شخص يحرّكها، لذلك عندما تراه، يحصل تغيير في جسدك، وبذلك تصير تحب أحاسيس قلبك وهذا هو الحب والعاطفة والحنان...
وعندما تحب أحاسيس قلبك تسعد نفسك.
لذلك ان رأى المحب حبيبه سيحسّ به من قلبه.
الحب قدسية قلوبكم وعندما يحب الانسان يكون مؤمناً بقدسية قلبه.
فلا تتوقع من القلب ان يرى اخطاء في الحب لأن الحب ليس فيه اخطاء طالما هو قدسية القلب.
كذلك لا تتوقع من الله ان يرى اخطاءك ولا تتوقع منه ان يختار ان يحبك كما انت تختار من تحب وهذا لأنه احب الكون كله، لذلك الله محبة وينظر اليك من تكون.
هل انت الحبيب او الشريك او الام او الاب او الانساني؟
وكذلك القلب لا ينظر اخطاءك ولا اخطاء محبيك ولا يختار لك من تحب بل يجعلك تختار ومن ثم ينبض لنفسك بالأحاسيس، فيكون دليلها من يكون هذا الشخص بالنسبة لها، هل هو حب لحبيب، ام هو حب اخوي، ام حب ابوي...
حينها تكون تقدّس حبك الاخوي او حبك للحبيب... وهذا يعني ان حبك الاخوي لشخص لا يمكن ان يتغير ويصبح حبيباً وبالعكس...
وبسبب تقديسك بحسب كل من احبيت، تختلف نظرتك عن الآخرين وكذلك كلامك وتصرفاتك... ولكن بحب.
نعم ، ليس الحب اعمى بل هو اكثر الاحاسيس نضوجاً التي تميز بين حب وحب حيث يشير لك كيفية التصرّف والتعامل مع كل شخص بحسب مكانته لديك.
اذا الحب قادر ان يحسن تصرفات الشخص ويجدّد خلايا جسده بحسب ما يتحمل من تغيير وهو قادر ان يجعلك تحب ولكن بتنوع.
وهذا ما يعزز الراحة النفسية ويعالج التشنجات العصبية ويضبط الطباع ويؤدب التصرّفات ويهذبها بحسب مكانة من تحب، وهكذا المحب يبقى دائماً مسامحاً وهذا لأنه قدّس حبه لشخص وثبته لنفسه اي عرف من يكون كل شخص بالنسبة له وعلى هذا الاساس يتصرّف معه بحب، مثلاً: الام تتصرف مع اولادها بحب ولكن حبها لاولادها يختلف عن حبها لزوجها وكل شخص لديه حب متنوع بحسب مكانة كل شخص لديه، اذاً، لدى المحب حرية الاختيارالتي تميز بين شخص وآخر اي انه يميز حبه للحبيب عن حبه للاخ، وليس دور الحبيب بأن يرى اخطاء من يحب.
المحب هو شخص نشيط حيث يكون في جهوزية تامة ومستعداً للقاء حبيبته ومترقباً الوقت، يتأنق ويلبس ويضع العطر ويسرح شعره... يصبح معجباً بجسده وجماله ومحباً لذاته اي تصبح لديه ثقة بنفسه.
لذلك المحب ان كان يشكو من حبيبته تزول الشكوى عندما يراها وتتبلور الامور امامها، وتصبح النظرة طاهرة بعيدة عن الغرائز والشكاوى...
اذا لو كان الحب اعمى، لما كنتم تتزينون وتسرحون شعوركم وتقضون ساعات للاستعداد للقاء الحبيب؟ لم كل هذا الاهتمام بشخصيتكم طالما الحب اعمى؟ اليس من اجل اسعاد الحبيب؟ هذا هو الحب: مشاركة ما يملكه قلبك لقلبه من أحاسيس.
اذا لو كان الحب اعمى لما كان قد دفع الحبيب للاهتمام بحبيبه، ولما كان اخرج له منابع العطاء من داخله... لذلك كلنا نحب ولدينا حبيب او شريك او ام او اب او اولاد او نبات او حيوان... اذا، لا يمكن ان نحدّ أحاسيس القلب ولا يمكن ان نوقفه عن الحب وهذا لأنه نبض الحياة.
اذا الحب ليس اعمى، لأن الشخص لم يرَ السيئات في شخصية حبيبه لأن المحب في هذه الحالة يعيش العفّة والطهارة والجمال...، كما الام فلا ترى بأولادها السيئات وهذا لأنها تعيش في حالة من الحنان والرقة والامان... لذلك تجد الام تدافع عن ولدها بالرغم من ان كل الناس الذين حوله يتكلمون بالسّؤ عن تصرّفاته.
هذا هو المطهر في ان تقبل أحاسيس قلبك. وبما ان المحب لا يرى سيئات حبيبه وهذا لأنه حبيبه! ليس المطلوب من المحب ان يرى سيئات من يحبهم، والا لكان الله لم يحب أحداً لأن لجميع الناس سيئات، ولأن الله محبة لا يحاسبك على اخطائك بل بأحاسيس رحمته سينظر اليك من تكون هل انت الحبيب الأب الام المزارع القاضي الطبيب...
اذا عندما نحب نخلق لدينا شخصيات من الممكن ان نخلق شخصية الاخت، الصديق، الحبيب... اذا الحب مصدره القلب يرفع النفس ويحركها لمعرفة الذات الالهية.
والحب هو روحي يرفع شأن نفسك لكي تبقى في حب دائم. من مزايا الحب انه عزري يكشف للنفس صفاته كالاعجاب والانجذاب...
اذاً،الحب ظاهرة انسانية عظيمة متأصلة في قلب كل انسان حيث للحب درجات ومراحل تعريف عديدة ومتنوعة، لتلك العاطفة الانسانية النائية بالايجابية.
القلب قادر على اتخاذ قرارت مناسبة لنفسك من خلال الحب.
القلب قادر ان يعرفك على ذاتك ويفهك دون ان يتكلم.
القلب ملتزم بنفسك مهما كانت ظروفها وعيوبها ولا يخونها.
القلب مفعم بالامل ويدخل نفسك في مشاريع كلها حب.
القلب يعمل على اسعاد نفسك حيث انه قادر على جعلها في راحة تامة.
القلب قادر ان يطوّر العلاقة الشخصية ويلهم نفسك ويحفزها على ان تحب لتكون شخصاً مميزاً.
القلب مليء بالايجابية ويحترم رأي وقرارت النفس وميولها.
القلب دائما في جهوزية لكي يلبّي رغباتك، هو كريم، متواضع صادق وواضح...
اذاً، طالما ان الحب هو قدسية القلب، اذاً هو كل هذه الصفات الانسانية عن الذات الالهية.
ما احب اليّ ان تعرفوا بأن الحب ليس اعمى بل الحب هو قادر ان يبدل الشخص ويجعله مستقيماً في تصرفاته، فيبقيه حيوياً ومبتهجاً ... هو الذي جعلكم تبصرون ما لا تقدروا رؤيته بعيونكم بل بأحاسيس قلوبكم.