أنا لست الحزن، الحقد، الكراهية، الظلم
والموت بل الأمل، الفرح، الرفاهية، الإنصاف والحياة ...
أنا التي لم تشتاق إلى الحب، ولا الأمان
ولا الجمال... لأني لم أتركهم بل أني أعانقهم لأستمد من وجودهم الإيمان.
أنا التي لم أولد لكي أموت.
أنا التي أزيل الحزن من النفوس.
أنا التي أتكلم عندما تولد فكرتي ولا أصمت
لكي تموت مني .
أنا
التي لا أخلط الآلام بالأفراح بل ادفن الألم وأعيش الأفراح.
أنا
التي أؤدب الخاطئ بالنِعم وأعلّمه أن يعزف على أوتار روح النغم.
أنا الحب عندما تحب ستعرفني، أنا السلام
عندما تعيشه ستفهمني،
انا لست مجهولة بين الناس أنا المحبة، انا
الحكيمة والسعيدة المحظوظة التي لديها حب الإنتظار.
أنا العصفور الذي يزقزق على الأشجار،
والفراشة التي تطير بالفضاء ، والنحلة التي تمتص رحيق الأزهار، وأنا النملة التي
تعمل بنشاط، وأنا الماء الذي يمطر على الحقول والطرقات، أنا الشمس التي تشرق على
الوديان ،أنا القمر الذي يحرس السهّار، أنا الكاتبة التي حجبت كتاباتها عن
الجهّال...
أنا التي فضلت جوع الخبز لتبقى لي الحرية.
أنا التي سجنت من أجل أن تبقى أفكاري حرّة
من المعتقدات الطائفية....
لا تسألني من أنا أكون
لأنك من دوني تفقد الحياة وحقوقك
الإنسانية.
فلم تعرف بعد من أكون؟
أنا التي ظلمتني وتجاهلتني وانكرتني
بخطيئتك بعقائدك وتقاليدك ومذاهبك وطوائفك... عندما صاح الديك فتذكرتني.
أنا الكلمة التي لا يقدر أحد أن يجبرني أن أتكلم سوى الفكر.
أنا التي أقدم كل يوم حكمة عن حياتك.
أنا التي أحببت الأفكار لأنها أساس لوجودكَ.
أنا الحب إن أحببتم، وأنا الأمل إن تأملتم، وأنا الإيمان إن
آمنتم....
هل عرفتم من أكون أنا ؟
أنا إنسانة تحمل صفات الإنسانية وتعمل بحسب الشريعة الكونية.
المهم أن افكاري لم تغادرني لأني اكلمها
فتحييني.
الفكرة والكلمة هما اللتان تظهر بهما لتحقق قضيتكَ إن حجبتهما منك
متّ وإن بيّنتهما عشت.
فهل عرفتم من انا ومن اكون ....؟؟؟؟؟
أنا التي لا تتأثر بالعواصف لأنها ليوم وتزول، ولا انجرف خلف
العقائد الطائفية لأنها وهم وتموت.
أنا التي أبني بيتاً من أفكاري وكلماتي.
أنا التي تعرف من تكون
أنا أنثى وأم ومربية ومعلمة وصانعة الأجيال.
أنا الأم إن نمت على زندها غفيت، وإن بكيت على حضنها ارتويت، وإن
قصدتها للحماية احتميت، وإن مرضتَ سهرَت عليك، وإن حزنت ضمّتك إليها.
وإن بردت كستك بحنانها فتدفأت. وإن جعت أطعمتك برأفتها فشبعت.
*المهم أن تبقى تفكر لتبقى مدبّراً
لأمورك الحياتية.
* البعض عرّفوا عن نفوسهم بهذه الكلمات:
تعودت على الحزن حتى صار جزءاً لا يتجزّأ مني.
كنت ملكة الإبتسامات فأصبحت ملكة الأحزان.
لم أعد ملكة الأوصاف بل أصبحت تلك القاسية
التي لا تعرف للحب عنوان....
وهذه الصفات فيها الكثير من الخمول
والضياع واليأس... أنا عرفت هؤلاء الأشخاص من يكونون، انهم الأموات.
إذاً من كتابة الشخص عن ذاته ستعرفون من
يكون، هل هو الأمل في الحياة، هل هو المتفائل الذي يرى هدفه ...
هذا لا يعني بأن المتفائل لا يرى المتألم
أو الحزين... بل يراهم بحسب تفاؤله بالحياة.
لذلك لا يمكن أن يموت شيء من خيالي ولكن
ممكن أن أرى الأموات يموتون والأحياء يعيشون...
*ليس من الضروري أن أكون ميتاً لأرى
الأموات، ولكن من الضروري أن أكون حياً لأرى بين الأموات أحياء.
والذي رأيته بأنه:
لا يوجد لص يسرق منك الحزن،
الفقر،الألم... ولكن يوجد لص يسرق منك الفرح، الغنى، الصحة...
الحياة حَلوى وحلوة... إن رأيتها في عينيك
فهي حلوة، وإن تذوّقتها في لسانك فهي حَلوى.
الحياة لا تتغير ولا تتبدّل بل ما يتبدل
نظرتكَ وتذوقك لها.
لذلك يجب أن تبتسم ولا تدع الحزن يأخذ
ابتسامتك منكَ.
امرح ولا تدع الجدية تأخذ مرحك منك.
مارس هوايتك ولا تدع مسؤوليتك تأخذ وقتك
بممارسة هوايتك منك.
العظمة في هذه الحياة ليست
في التعثّر ولكن في القيام بعد كل مرة نتعثّر فيها.(نيلسون مانديلا.)
لا تبالغ في احسان الظنّ بي كي لا أخذلك ولا تسيء الظن بي كي لا
تظلمني لكن اجعلني بدون ظنون كي أكون كما أنا أكون.(أحمد الشقيري)
مرسالله