Friday, September 23, 2016

من كتاب مرسالله: حكمة بالحياة




*انا لا اناقض حكمة أحد بل كل شخص له حكمة بالحياة بحسب مكانه وزمانه وانتماءاته وظروفه وتصرفاته....لذلك حكمتي هي في الحياة وليس للحياة.
*لا تربط نفسك بأهداف الآخرين بل كن أنت الهدف الذي ينتظرونه. 
*الحياة لم ترضِ أحداً، ولكن هي راضية بجوهرها.
* لن تفقد الكلمة حقوقها وقيمتها في الوجود بل الذي يفقد معناها وقيمتها نظرة المجتمع لها.
*كل مخلوقات الله لديها حكم تتميز بها وليس فقط الإنسان.
لذلك يمكن أن تسمع من مريض حكمة، ممكن من ذوي الإحتياجات الخاصة تتعلم التفاؤل.... ولكن لا يمكن أن تفهم الحكمة إلا من نتائج ذهنك وبذلك تكون أخلاقكَ. 
*المال لا أعدّه رزقة بل نقمة لأن به مات الأبرياء من إنسانيتهم. مرسالله

*المال جزء من الرزق، ولكن هناك الصحة ورزق الولد ورزق الطعام ورزق في البركة وكل نعمة من الله سبحانه وتعالى هي رزق وليس المال وحده. - محمد متولي الشعراوي



من كتاب مرسالله: شهداء الأمل



*لا يمكن أن تحكموا على شخص مبتور اليدين، الرجلين أو أصم... بأنه معوق، لأنه يمكنني من خلاله أن أتعلم بأن الحياة لا تتوقف على حركة الجسد بل على حركة الفكر.
والفكر هو الأقوى في الوجود لأن من خلاله يتحرك الجسد ويكفي أن يكون لديك الإندفاع في أن تكوّن نفسك، بذلك يمكنك أن تعرف بأنك أقوى من الذين لديهم جسد كامل ولكنهم يتجاهلون الفكر.
التصميم في أن تعرف كم بإمكان قدرتك أن تتحمل من معطيات إيجابية تحرك بها مشاعر الآخرين وتدفعهم لكي يتأملوا خيراً بالرغم من أنهم ليسوا كفوئين.
لذلك، لا يمكن أن تنظر إلى أعمى وتقول يا حرام ولا أعرج أو مبتور بل ممكن أن تنظر إلى كيفية تدبر أعماله، وتصرفاته في مجتمع لا يعرفه سوى بالنظر إليه بأنه من ذو حاجات خاصة. عندها ستلاحظ بأنه يقوم بأمور تعجز أنت عنها، فيحرك مشاعرك ويدفعك إلى الأمل وبأن ناقص الجسد كامل بالتفكير والذي هو كامل الجسد يمكن أن يكون ناقص التفكير.
باختصار أريد أن أقول ،ان هؤلاء ليسوا بمعوقين، بل شهداء للقدرة والقوة والأمل... إنهم تولوا أمر الإعاقة بالجسد ولكن هذا لم يمنعهم من التقدم بالحياة بل انهم الأسرع والأقرب في توصيل ما يريدون  أن يقولوه، لأن العالم لا ينظر إلى شخص صحيح البنية بل إلى ناقص البنية.
إذا ناقص البنية يريد مني أن ألتفت إلى أعماله برغم نقص أعضائه.
لذلك يجب أن تفهموا بأن الذي يؤمن بقدرات قوته الباطنية بامكانه ان يتخطى جميع الصعوبات لتحقيق رغباته عندها سيبرهن بأن ثقته بنفسه وما تملكه من امكانيات قادرة على تحقيق قراراته . وعندما يحقق مبتغاه يكون مختلفا عن الاخرين في معالجة اموره لأنه لم يجلس ويبكي ويعاتب ... بل اصرّ ان يخطط لحياته مسلكا خاصا يُعرف به ويكون له كيان خاص هو صنعه بنفسه ، اذا الذي يؤمن بقدرات قوته الخفية فبحسب ايمانه بها يكون انجازه .
إذا القوة موجودة ولكنها خفية عن نفسك ولكن عندما تضع هدفاً أمامك وتريد تحقيقه ،ستظهر هذه القوة ،لتساعدك في تحقيق رغباتك عندها تكون قد عثرت على رغبتك في الحياة وما تريده منها.
الله خلق كل ما تحتاجونه في أجسادكم لتكوين ذاتكم وهذه الأجساد هي أرض خاصة بكم فيها جميع مزروعات نعم الله،وكما في الخارج كذلك في الداخل، مثلاً:إن الحب موجود فيكم ولكن عندما ترون أن الهدف أصبح أمامكم تسارعوا لكي تستمدوا هذا الحب والذي هو القوة الخفية الموجود من الأصل في فكركم .


  إذا، إن كنتم من ذوي الإحتياجات الخاصة أو غيرها بإمكانكم أن تستمدوا احتياجاتكم ليحدث تغيير في حياتكم.
مرسالله

Friday, September 9, 2016

من كتاب مرسالله: من أكون أنا




أنا لست الحزن، الحقد، الكراهية، الظلم والموت بل الأمل، الفرح، الرفاهية، الإنصاف والحياة  ... 
أنا التي لم تشتاق إلى الحب، ولا الأمان ولا الجمال... لأني لم أتركهم بل أني أعانقهم لأستمد من وجودهم الإيمان.
أنا التي لم أولد لكي أموت.
أنا التي أزيل الحزن من النفوس. 
أنا التي أتكلم عندما تولد فكرتي ولا أصمت لكي تموت مني .
أنا التي لا أخلط الآلام بالأفراح بل ادفن الألم وأعيش الأفراح.
أنا التي أؤدب الخاطئ بالنِعم وأعلّمه أن يعزف على أوتار روح النغم.     
أنا الحب عندما تحب ستعرفني، أنا السلام عندما تعيشه ستفهمني،
انا لست مجهولة بين الناس أنا المحبة، انا الحكيمة والسعيدة المحظوظة التي لديها حب الإنتظار.  
أنا العصفور الذي يزقزق على الأشجار، والفراشة التي تطير بالفضاء ، والنحلة التي تمتص رحيق الأزهار، وأنا النملة التي تعمل بنشاط، وأنا الماء الذي يمطر على الحقول والطرقات، أنا الشمس التي تشرق على الوديان ،أنا القمر الذي يحرس السهّار، أنا الكاتبة التي حجبت كتاباتها عن الجهّال...
أنا التي فضلت جوع الخبز لتبقى لي الحرية.
أنا التي سجنت من أجل أن تبقى أفكاري حرّة من المعتقدات الطائفية....
لا تسألني من أنا أكون
 لأنك من دوني تفقد الحياة وحقوقك الإنسانية.
فلم تعرف بعد من أكون؟
أنا التي ظلمتني وتجاهلتني وانكرتني بخطيئتك بعقائدك وتقاليدك ومذاهبك وطوائفك... عندما صاح الديك فتذكرتني.
أنا الكلمة التي لا يقدر أحد أن يجبرني أن أتكلم سوى الفكر. 
أنا التي أقدم كل يوم حكمة عن حياتك. 
أنا التي أحببت الأفكار لأنها أساس لوجودكَ.
أنا الحب إن أحببتم، وأنا الأمل إن تأملتم، وأنا الإيمان إن آمنتم....
هل عرفتم  من أكون أنا ؟
 أنا إنسانة تحمل صفات الإنسانية وتعمل بحسب الشريعة الكونية.
 المهم أن افكاري لم تغادرني لأني اكلمها فتحييني. 
الفكرة والكلمة هما اللتان تظهر بهما لتحقق قضيتكَ إن حجبتهما منك متّ وإن بيّنتهما عشت. 

فهل عرفتم من انا ومن اكون ....؟؟؟؟؟
أنا التي لا تتأثر بالعواصف لأنها ليوم وتزول، ولا انجرف خلف العقائد الطائفية لأنها وهم وتموت.
أنا التي أبني بيتاً من أفكاري وكلماتي. 

أنا التي تعرف من تكون
 أنا أنثى وأم ومربية ومعلمة وصانعة الأجيال. 
أنا الأم إن نمت على زندها غفيت، وإن بكيت على حضنها ارتويت، وإن قصدتها للحماية احتميت، وإن مرضتَ سهرَت عليك، وإن حزنت ضمّتك إليها.
وإن بردت كستك بحنانها فتدفأت. وإن جعت أطعمتك برأفتها فشبعت. 

 *المهم أن تبقى تفكر لتبقى مدبّراً لأمورك الحياتية.
* البعض عرّفوا عن نفوسهم بهذه الكلمات:  تعودت على الحزن حتى صار جزءاً لا يتجزّأ مني. 
كنت ملكة الإبتسامات فأصبحت ملكة الأحزان.
لم أعد ملكة الأوصاف بل أصبحت تلك القاسية التي لا تعرف للحب عنوان....
وهذه الصفات فيها الكثير من الخمول والضياع واليأس... أنا عرفت هؤلاء الأشخاص من يكونون، انهم الأموات.
إذاً من كتابة الشخص عن ذاته ستعرفون من يكون، هل هو الأمل في الحياة، هل هو المتفائل الذي يرى هدفه ...
هذا لا يعني بأن المتفائل لا يرى المتألم أو الحزين... بل يراهم بحسب تفاؤله بالحياة.
لذلك لا يمكن أن يموت شيء من خيالي ولكن ممكن أن أرى الأموات يموتون والأحياء يعيشون...
*ليس من الضروري أن أكون ميتاً لأرى الأموات، ولكن من الضروري أن أكون حياً لأرى بين الأموات أحياء.
والذي رأيته بأنه:
لا يوجد لص يسرق منك الحزن، الفقر،الألم...  ولكن يوجد لص يسرق منك الفرح، الغنى، الصحة...
الحياة حَلوى وحلوة... إن رأيتها في عينيك فهي حلوة، وإن تذوّقتها في لسانك فهي حَلوى.
الحياة لا تتغير ولا تتبدّل بل ما يتبدل نظرتكَ وتذوقك لها.
لذلك يجب أن تبتسم ولا تدع الحزن يأخذ ابتسامتك منكَ.
امرح ولا تدع الجدية تأخذ مرحك منك.
مارس هوايتك ولا تدع مسؤوليتك تأخذ وقتك بممارسة هوايتك منك.

العظمة في هذه الحياة ليست في التعثّر ولكن في القيام بعد كل مرة نتعثّر فيها.(نيلسون مانديلا.)
لا تبالغ في احسان الظنّ بي كي لا أخذلك ولا تسيء الظن بي كي لا تظلمني لكن اجعلني بدون ظنون كي أكون كما أنا أكون.(أحمد الشقيري)

مرسالله 


مأخوذة من كتاب مرسالله: الشريعة هي الدين





الشريعة هي الدين:


من الفكر تنبع الأمورللإبداع والإبتكار...


خلق الله من وجوده وجود، وهو الكون، والكون مسيّر بحسب نظام الشريعة الإلهية، وكل هذا النظام في الكون له مدبّر ومتحكّم به،فمن المستحيل أن يتحرّك أي مخلوق من تلقاء نفسه،والكون يظهر نظامًا صارمًا دقيقًا، فلا بدّ أن يكون له مصمّم، يرعاه،والله الذي خلق الكون هو فوق الكون.

إذاً، لهذا الكون شريعة، وهي التي ترعى كل ما كوّنه الله، والتي تنظم جميع المخلوقات ،بأحكام ،فرائض ،طريقة، ومنهج الحياة، وأهدافها هي
لحفظ حق كل مخلوق في الحياة.وبهذه الشريعة سيعرف كل إنسان نفسه ويحدّد موقعه في الحياة تِبعاً لإختياره. اذ ليس عبر صورة الجسد فقط بل بمضمونها.

إذاً، الشريعة هي عامة وشاملة ،تحكم جميع مخلوقات الله والكل مسيّر لها بحسب النظام الملكي. ما عدا نفس الإنسان، فقد خلق الله له نفساً إنسانيةً، واعطاه الحرية أن يختار وجوده من وجودها.وقد خلق الله الإنسان ،بعدما حملت جميع مخلوقاته ثمار شرائعها، ومارست طقوس نظام الشعائر الدينية،التي بدورها
أدّت لوجود الانسان وحضوره.فالانسان ليس اول مخلوق ،ولكنه اتى بعدما خلق الله جميع مخلوقاته ،ونظمها بالشريعة ،وحملت ثمار شرائعها ومارست طقوس نظام الشعائر الدينية، فلو لم يكن يوجد طبيعة أو حيوانات اثمروا بحسب الشريعة، لما كان وجد الإنسان!!!إذا من ثمار الطبيعة والحيوانات وطقوسها الدينية وُجد الإنسان.وان كافة حقوقه الحياتية مؤمّنة وهي كلها شرائع، أحكام وفرائض الله.

وماعلى الإنسان إلاّ أن يختار شخصيته من مخلوقات الله، وهذا لأنه لا يمكنه أن يختارهامن شيء لا وجود له، عندها يقرر من يريد أن يكون.
لذلك، الإنسان له حرية الإختيار لكي يكوّن ذاته التي لا يوجد لها بعد  كيان، وطبعاً من الوجود والموجود سيؤسّس ويكوّن ذاته.
إذاً الإنسان فقط الذي يحق له أن يكوّن شخصية خاصة به مما خلقه الله ،ويتأمل بكل خلقه ،وكيفية اتّباعه لأحكام وفرائض الشريعة. لنفترض بأن الإنسان أتى اولاً فـبـمـن كان سيقتدي ليكوّن ذاته الشخصية؟!!!
الانسان مثل كافة المخلوقات له شرائع،ولكن الفرق بين الإنسان وبينها، بأن لديه نفساً،وهذه النفس ،لديها الحرية في اختيار الشخصية التي تريدها لجميع المخلوقات، وعندها يصير لها كيان إنساني. والإنسان يتعلّم منها وليس العكس.وكما يتعلّم من الوجود الكياني، هكذا يمكنه أن يكتشف ويتعلّم من الوجود النوراني.
وعندما يكتمل بناء شخصيته،يصبح جاهزاً للإعلان عنها ،فيظهر أعمال ثمار الشعائر الدينية،ويبدأ ممارسة طقوسها. عندها أقول بأنه شخص ديني، إذاً الشخص لا يكون دينياً بكلامه فقط،بل بتأدية دوره الشرعي التكويني الذي شرّعه الله له.
عندها يصير ضمن النظام الكوني.
وكل ألاحكام والفرائض لها شريعة، وهذه الشريعة هي لجميع الشّؤون الحياتيّة، ولكافّة الأعمار والأجناس، غير قابلة للتغيير،واقعيّة معتدلة، تراعي النّاس وظروفهم وتعطي كل ذي حق حقّه.أنّها صالحة لكل مكان وزمان لكل البشر،والإنسان له حرية القرار من يريد أن يكون، وعندما يكوّن شخصيته التي اختارها عندها سيعرف من يكون.

أحكام الشريعة وفرائضها.
 تضم الشريعة مجموعة من الأحكام،لذلك العقيدة ليست مثل الشريعة، لأنكم، إن اتّبعتم العقيدة تجاهلتم الشريعة، وهذا ما تتوارثه نفس الإنسان من عادات،وعقائد وممارسات ،أساليب ،سلوك، ومظاهر عامة.
الله خلقكم متشابهين بالتكوين ولكن ليس بالأفكار، التي منها ستكوّنون ذاتكم بها، لذلك تكوين أجسادكم يسير بحسب نظام الخلق وهو مسيّر، ما عدا النفس فهي مخيّرة وهي تختار النظام الإنساني الذي تريده لها.
لذلك كل نفس تختار دينها من إنسانيتها، وتمارسه وفقاً للشريعة ،وتتطور به فهو حريتها المكتسبة من الله. بذلك تكون انت لنفسكَ، ونفسك لكَ من دون أن تتقيّدبالعادات المتوارثة التي يقلّد فيها الخلفُ السلفَ بأساليب عيشه وسلوكه ومظاهره العامة.
لذلك ،البشر وضعوا قانوناً لمحاسبة تصرفاتهم، كما لكل بلد يوجد ما يسمى بالدستور اي مجموعة قوانين عامة ،لكل سكان هذا البلد دون سواه، وقوانين خاصة تعنى بشؤون أهل هذا البلد ،أي قوانين تجارية جزائية اقتصادية ... كما أيضاً توجد تقاليد تتبعها شعوب دون أخرى ،وعقائد ومفاهيم تختلف من بلد الى آخر. وكل هذا قابل للتغيير وفقاً للحاجات والتطور الفكري. وتحذف قوانين، تلغى أحكام ،تمحى معتقدات وتقاليد، وتأتي غيرها ،قوانين غير ثابتة تتبدل حسب الظروف.
أما شريعة الله فهي غير قابلة للتغيير والتبديل... وهي طبيعته الإلهية وهي ثابتة،لذلك أعطى الله  للنفس الحرية لتكوين شخصيتها، بها تكون أو لا تكون. يعني هي التي تحاسب ذاتها،وبذلك تثبت وجودها الكوني على الأرض، وهذا التكوين عندما تثبت به يكون دينها، لذلك يقع على الإنسان مسوؤلية اختياره في التدّين.
مثلاً: هل النملة تتوقف عن جرّ البذرة إلى جحرها، هل المياه تتوقف عن اروائنا، هل الشجرة تتوقف عن حمل الثمار، هل الحصان يمتنع عن الصهيل، هل النحلة تتوقف عن أخذ الرحيق من الزهرة، هل يتوقف الإنسان عن النوم، عن العمل، عن الأكل، هل جميع الأجساد تتوقف عن وظائفها ...ومهما اختلفت الصورة الإنسانية بالتشابه إلا أن التكوين يبقى واحداً ومصدره واحداً والكل يقوم بالعمل بحسب الوظيفة المسلمة له كالعين ألا تقوم بوظيفتها بحسب الشريعة المعطاة لها؟ الأنف...
  وكل هذه الأعضاء بالجسد تتشارك وتتكاتف بالعمل الواحد ضمن شريعة عامة فلا الأذن تشتهي أن تكون عيناً ولا الفم أن يكون أذناً...أو اللسان أو الفكر أو العقل يقدر أن يبدل نظام الشريعة المعطاة لهم، اذا إنه نظام ثابت له شرائعه الحياتية، وكلٍ منهم يقوم بطقوسيته في الشعائر الدينية.
 إذاً، مهما كان لونك وعاداتك ومعتقداتك ومذاهبك وطوائفك وإنتماءاتك الجغرافية والاجتماعية والبيئية... أنت تسير بحسب الشريعة ،وجميع المخلوقات تعمل وظيفتها بانتظام بهدوء، وهذا النظام كامل في جسدك من دون تذمر أو تأفف بهدؤ تام دون الإبطاء بها. شريعة خاصة وشاملة بكل عضو من أعضاء الأجساد كافة التي خلقها الله وهي تنظمّ العلاقة بينها.إذاً كل مخلوق يقوم بطقوس الشعائر الدينية ،ولكي تبقى النفس بضمن الشريعة يجب أن تحسن تطبيقها.
 في المبدأ هذه كلها شريعة للجسد، لكي يستمر بالقيام بمهمته لتختار النفس شخصيتها. نعم، الإنسان هو شخصية غامضة إلى أن يقرر من يريد أن يكون.
إذاً من ضمن هذه الشريعة بأن تملك أنت لنفسك، ولا أحد سواك يملك لكَ.
وإذا ملكت القليل أقامك الله على الكثير، عندها تسمى ،ولي العهد،الذي يكتب للناس، ويأمرهم بإجراء العدل،في كيفية التعاون من أجل التكوين الذاتي،وهكذا يصبح عهد جديد، أي حكم جديد إلهي ،لأن الذي ملكته منه ملكت به. إذاً لن تختلف الحقائق ما دام مصدر الشرائع واحداً.
لذلك من ضمن هذه الشرائع الجسد والنفس والروح.
الروح موجودة وكل ما هو بالجسد من خلالها مستمر.
خُلق الجسد وشريعته في الحياة موجودة أي العين لترى، الأنف ليشم، الفم ليأكل واللسان ليتكلم... كل ما هو في الجسد له مهامه، والكل يتعاونون من أجل أن يبقى الجسد قائماً.
أما النفس فهي نفس إنسانية موجودة في الجسد ،إلى أن تأخذ صفة شخصية من تريد أن تكون.لذلك الجسد هو كيان كامل من الخلق يؤمّن لها وجودها الشخصي الإنساني.
وكما خلق الله الطبيعة والحيوان قبل الإنسان، هكذا خلق الجسد،قبل أن تخلق النفس الإنسانية شخصيتها الخاصة بها.
إذاً النفس الإنسانية هي الحرية. 
 من الممكن ان تشتهي النفس من انسانيتها لتكوّن شخصية خاصة بها، وهذه شريعة مكتسبة من الله، إذاً الإنسانية أيضاً في خدمتها،وجميع المخلوقات هي لخدمة النفس الإنسانية.
إذاً للنفس التي تريد أن تكوّن ذاتها من الإنسانية شخصية خاصة، لها شرائع المواهب الروحية. وكما من الخارج كذلك من الداخل.
ومن هذا التكوين الخاص: المهن، الحرف، الهوايات، المواهب... التي تختارها النفس،وتشتهي أعمالها وتصرفاتها ورحيقها وعبيرها ولونها وذوقها... عندها تكون خلقت شخصية تحمل إسمها وعنوانها وثمارها ومكانها وزمانها.فهكذا تكون مارست طقوساً أو نظام شعائر الله الدينية.وتكون هذه الشخصية التي خلقتها النفس الخاصة بها،متّصلة ومترابطة ومتلاصقة ومتعاونة في التكوين العام الثابت.
لذلك،الله لا ينظر إلى أخطائكَ، بل ينظر إليك من ستكون، وهل ستبقى ضمن شريعته الدينية ،لتتواصل وتخلّد في التكوين العام؟
إذا ما دام لكم نظام تكويني اختياري خاص تقوم به النفس لذاتها، لم أنتم بحاجة لإنتماءات مذهبية ولعقيدة طائفية وممارسة طقوسها؟!!
الله وضع شريعة لنظامه الكوني،بينما النفوس وضعت قوانين لنظامها العقائدي، الطائفي، المذهبي... فتكون لها طقوس خاصة بها خارج اطار النظام التكويني. كالذي يتزوج ضمن طائفة ما، تكون له طقوس عقائدية ومذهبية معينة وهذا ليس من ضمن النظام الكوني.
وهذا يعني بأنكم ترفضون النظام الكوني في الزواج، وتقبلون وتنجرفون إلى طقوس طائفية خارجة على النظام الكوني للشريعة.ما دام جميع المخلوقات تسير بحسب النظام الكوني ،فلمَ النفوس تقلق في أن تتبعه؟ وما دمتم تؤمنون بأن الله رحوم، فلِم لا تتزوجون بحسب نظامه الكوني؟ وما دام هو خالقكم وهو مدبر أموركم، فلِم تنجرفون إلى الطوائف؟
ولكن بالرغم من كل هذا ،الله لا ينظر إلى أخطائكم، بل إلى من ستكونون.
إذا كما توجد شجرة ليمون وتثمر ليموناً وهذه شريعتها في الإنتاج، هكذا يوجد إنسان ويثمر طبيب، مهندس، فلاح، نجار...وهذه شخصيتهم في الإنتاج،وهكذا يزاولون أي يمارسون أعمالهم ،وهذه الأعمال هي  طقوس الشعائر الدينية ،يقومون بها يومياً والكل يخدمون ويكونون لبعضهم البعض.
إذاً لا يمكن أن تقول كلمة "أنا" قبل أن تخلق شخصية خاصة بك،وتلبس أو تتزيا بأعمال وتصرفات "الطبيب"بعدها تقول ،مثلاً: "أنا طبيب"، أنا زوج، أنا أم....وهذا ليس كبرياء كما يقال، بل لاثبات وجود الشخصية التي خلقتها بذاتك. وعندما تخلقها بذاتك تبدأ بممارستها يومياً بحسب الطقوس الشعائر الدينية والتي هي الشرائع الروحية في المهن والمواهب والهوايات...
الله خلق كل ما يحتاجه الإنسان، لكي يخلق من نفسه الإنسانية "الأنا"،عندها سيقول "أنا هو الطبيب" ،لأنه كوّن شخصية بإرادته وبإختياره ،وهذه شريعة الحرية المكتسبة من الله.
لذلك، ليس بترداد الصلوات تكون مؤمناً وتحب الله، بل بتكوين شخصية تخلقها، والذي لا يكون له ثمرة لوجوده فأنه يُقطع من الأرض.
لذلك كل ما يأتي خارج نطاق شرائع النظام الكوني لا يُعدّ متديّناً.
ولكي ننظر الى كل الامور بجدية وفهم ويقظة وإدراك ومعرفة لهذه الحقيقة ،سنتابع سوياً البحث عن كيفية تكوين النفس ذاتها من شرائع المواهب الروحية.

تابع.