Friday, March 3, 2023


 كتاب ث١                   موت الخطيئة من نفس الانسان

                                  ليس كموت الإنسان بالخطيئة. 


الثلاثاء 11 كانون الثاني 2005 الساعة 10،40

سلام ماما مريم:

السلام عليكم يا أولادي. أنتم تعرفون مدى محبتي لكم، وتعرفون أيضاً بأني لا أفرّق أحداً عن أحد، ولكنَّ نفس الإنسان تخلّت عن روح الله وابتعدت عنه، لِمَ برأيكم؟ ألأنه يهبكم الحياة؟!آمين.

 

الملاك ميخائيل:

السلام عليكم يا من تنطقون بالسلام، لأن من يشعر بالسلام ينطق به ويريد أن يُطمئن الآخرين بأن 

 

السلام موجود طالما الآب موجود:

دعوتكم إليّ بالمحبة، دعوتكم إليّ لكي تتعرّفوا من أكون أنا. فإذاً، أنا الصورة الجميلة وأنا المحبة وأنا كل أعمالي حسنة،ولكنَّ نفس الإنسان شوّهت أعمالي ودنّستها، فلذلك جئت ابتدئ من الصفر، من جديد، فإذاً ستكون البداية مع نهاية الأشرار، بداية أعمالي هي أن يكون المؤمنون الثابتون معي، لبداية كل شيء جميل، بداية السلام وبداية النور، فلذلك جئت ابتدئ بالنور وجئت أعلّمكم وأثقفكم بأن نوري هو حقيقة. كما ابتدأت من قبل بالنور ونفس الإنسان شوّهت أعمالي، أيضاً آتي مجدداً لأبتدئ بالنور، فإذاً يا أولادي، يجب أن يستمر العمل لأني خطّطت له مسبقاً. في بدء التكوين صمّمت الكون، فكل ما كوّنته على الأرض هو من روحي وكل من يحيا فيها هو من خلال روحي، ولولا روحي لكانت الأرض جرداء لا يوجد فيها ناس ولا حياة، فإذاً أنا الحياة، من خلالي سأعطيكم الحياة ومن خلالي سأعلّمكم كيف تستقبلون الحياة. أنا لَمْ آتِ لأعلّمكم كيف تستقبلون الموت، بل آتي لأعلّمكم كيف تستقبلون الحياة، طالما أنا الحياة، فإذاً، أنا بمقدوري أن أحيي كل مؤمن ثابت طالما يطلب الحياة، فإذاً يا أولادي، لا تقولوا في صلواتكم بعد اليوم: "أهيء نفسي للموت"، بل قولوا: "أهيء نفسي للحياة". معي لا موت بل حياة، فلذلك ردّدوا دائماً: النور والحياة والمحبة وكل الأعمال الخيّرة التي تنطبق عليّ، وتنطبق على كل مؤمن ثابت يعطي كل أعمالي، فإذاً أنا عطاء، والمؤمن الثابت هو عطاء، وعطاؤه هذا متصّل بي لأني أناأقوده وأنا أباركه وأنعم عليه بالنِعم من خلالي.

غضبي أيضاً سيكون من السماء حيث تكلّمنا عن تساقط الكواكب، ومن بعد ذلك ستقترب السماء من الأرض ويصبح لونها أحمراً وكأن النار تخرج منها، ولكن هذا تهيئة، ولإسدال الستار عن غضبي. هنا عندما تقترب السماء بهذه الحمرة المصفرّة، هنا ستنطفئ أنواري، أنوار عيوني، لتنام ثلاثة أيام راحة على ما فعلته على الأرض، أي ستنام عيوني (الشمس والقمر) لتتهيأ لبداية حياة جديدة وفصح جديد وعهد جديد، فإذاً، من بعد هذا العمل الذي فعلته من جراء غضبي على الأرض، سأرتاح لثلاثة أيام، وهذه الراحة هي لي ولكم أيها المؤمنون الثابتون. وهنا تحلّ الظلمة لمدّة ثلاثة أيام متتالية ليلاً ونهاراً، لا تقدرون خلالها أن تعرفوا متى أتى الليل ومتى أتى النهار، فلذلك أولادي، تهيأوا ولا تخافوا أبداً من تلك الأيام، أيام الظلمة، بل صلّوا وتهيأوا لمجيء العذراء التي ستكون معكم، ولكن قبل مجيئها سأغدق عليكم بأنواري. من بعد ثلاثة أيام راحة أفتح عينيّ ( الشمس والقمر)، حيث أرسل على الأرض أنواري مجدداً. سهرت عليكم من بدء التكوين، حيث أيضاً في العهد القديم عندما انتهى غضبي، توقفت عن إرسال نور عيوني، وذلك راحةً لي، ثم رجعت ووهبت أنواري لكي يكمّل الأبرار حياتهم، وهذا لم يكن على كل الأرض، بل كان مقتصراً على بلد لوحده، أما الآن فالظلام سيحلّ على كل الارض. وهكذا انا دائماً ساهر عليكم في الليل والنهار لأدعمكم مجدداً وأحييكم بمحبتي وأنهي عهداً قديماً وأبدأ بعهد جديد مع شعب طاهر تهيئةً لليوم المنتظر. فإذاً ألا أستحق أن أرتاح من بعد إبادة الأشرار؟ عندما أقول لكم بأن الأرض ستبتلع كل أعمال الإنسان البعيدة عن الله، والبحر سيفيض على اليابسة، إذاً فكل هذا لا بدّ منه حيث لا يبقى شيء على الأرض، فلا ترون شجراً ولا أي شيء لكي تحيوا منه مجدداً سوى كلمتي، فإذاً سنبتدئ بالكلمة، وكلمتي هي التي ستحييكم، عندها، ومن كلمتي ستُحيُون معي الطبيعة وإلى ما هنالك من عمل قمت به، فأنتم ستشاركونني بخلق الطبيعة، فإذاً يا أولادي، كل من يَثبت معي ويدوم لهذه الأيام سيفرح، لأنه سيشاركني بعملي المجيد، فليس الملائكة فقط ولا القديسون، بل أيضاً المؤمنون الثابتون الذين استحقوا أن يعملوا معي ويداوموا في هذا المشروع الكبير، مشروعي: "المحبة نور إذاً فهذا المشروع "المحبة نور" هو من أعمالي، وطالما المحبة موجودة في الإنسان وللإنسان، فيجب أن تعملوا بمحبة، لأن كل ما تعملونه في حينها يكون بمحبة، فلا خطيئة لا خاطئ، فلذلك أنا أدعمكم، أريدكم أن تكونوا معي بأعمالي كما دائماً أقول لكم هكذا. أعمالي ليست فقط أن نُرجع النفوس إليّ، بل أيضاً أعمالي هي التي ستشاركونني بها من بعد نهاية الأزمنة، فإذاً تنتظركم أعمال جديدة وتنتظركم حياة جديدة لنهيء للمجيء. أولادي، يجب أن نحضّر لهذا المجيء، إذ إنَّ العذراء ستكون معكم في تلك الأيام، فكما حضّرت نفوسكم لإنقاذها وتكلّمت عن غضبي وعن المجيء أيضاً، هكذا ستأتي بنفسها لتحضرّكم للمجيء لتكون معكم بجسدها من لحم ودم وتواظبكم في مشاريعها تحضيراً للمجيء الثاني فيكون الشعب المختار الذي يهيء الحظيرة وهذا بفعل محبته وإنتظاره للفرح المجيد مع أم العريس، لذلك ستبدأ الحياة من الصفر حيث جعلت الإنسان طاهراً على أرض ملكوتي.

إذاً فالموت للشرير والحياة للمؤمن الثابت. يا أولادي، تحضرّوا إلى كل ما خطّطته لكم من قِبلي لأجعل هذه الأرض ملكوتي مجدداً.

الثالوث الأقدس.

 

رؤى:

رأيت السماء قريبة جداً من الأرض، ولكن لونها كان مختلفاً، كاللّون الأحمر الفاتح الممزوج بالصفار، كلون النار ولكنه ليس ناراً. من بعدها لمْ أرَ السماء، وفجأةً حلَّ الظلام.

 

الحوار:

+ تقول يا رب بأننا من بعد نهاية الأزمنة سنشاركك بخلق الطبيعة، كيف ذلك؟!!

= نعم ستشاركونني، لأنه قبل أن تحلّ صورتي وروحي مجدداً على الأرض، ستعملون كلكم من أجل أن تشيّدوا وتعمّروا هذه الأرض، كما أنَّ الملائكة يعتنون بالملكوت، هكذا ستكونون شعباً اخترتكم لمشاركتي في حلول شريعتي على الأرض.

+ أتقصد بأنَّ هذا سيكون من بعد نهاية الأزمنة وقبل مجيء الرب يسوع على الأرض؟!!

= نعم، لأن البعض سيكتبون، والبعض الآخر سيعملون بالأرض وبهندستها وتصميمها، وهذا كله من قِبلي، ولكن أنتم العاملون وأنا المنفّذ والمصمّم والمخطّط.

+ كيف ستكون الأرض بمجيء الرب يسوع؟!

= ستكون جميلة، أتعرفين لِمَ؟ لأنكم ستشاركونني بخلق الطبيعة مجدداً، فإذاً ستكون جنّةً أو فردوساً لا يوصف.

+ وهل يبقى الإنسان عالماً بكل ماضيه وبكل اختراعاته وأعماله؟

= نعم، ولكنه سوف يعمل لكي يصنع.

+ كيف ذلك؟! 

= يا ابنتي، أنتم العمّال، وتلزمكم أدوات لكي تعملوا، فمن أين تأتون بها؟

+ منك يا رب. ونحن بحاجة لثمار الشجر لكي نأكل ولخشبها لكي نصنع وصخر لكي نعمّر هذه هي الأدوات فأنت خلقتها سابقاً وهي أساساً كانت لنا وستبقى لكي نستفيد منها وإن لم تكن توجد عدّتكَ السماوية، فكيف سنبني ونشيد سوى من خلالها فهي المواد الأصلية لأعمالنا ولا نقدر أن نتخلى عنها.

= إذاً فالعمل بحاجة لبعض الأدوات لكي يكتمل. أنفخ روحي فيه فيكتمل ولكن بمشاركتكم بالخلق.

+ الآن فهمت ما عنيت بأننا سنشاركك بالخلق، إذ لن يكتمل أي عمل إلاّ إن كنّا سوية نشارك به أنت تخلق الشجر ونحن نصنع الطاولات والكراسي... وأنت تخلق الصخر ونحن نعمّر ونشيد... أنت تعطينا ينبوع الماء ونحن نسقي المزروعات...فإذاً، أنت بقدراتك الالهية ونحن بقدراتنا البشرية.