من جنّتها تكونتم،واسكنتكم جنّتها والتي هي بيت رحمها، حين تكونتم
واكتملتم في الخلق، أحسّت بكم وكانت حاضنتكم، خرجتم من جنّتها أطفالاً
كاملين،ففرحت بثمارها، ولكي تنضج ثماركم بمعرفتها كأم، واكبتكم،
وواظبتكم، ورعتكم، واهتمت بكم وحرست شجرة حياتها.
فانجبتكم على كرة الأرض التي
هي جنّة تشبه أحشاءها، كل ما تتطلبونه لأجل راحتكم ولبناء شخصيتكم موجود عليها، نعم، لكي تعملوا الأرض أي الأحشاء
أي الجنّة التي تطلبونها أو تتمنونها أو تفضلونها بإختياركم وبملء إرادتكم الحرّة.
كانت إرادة الأم أن يأتي طفلها إلى هذا العالم، ولم تتدخل حينما كنت تتكوّن في أحشائها بل الذي قامت به أنّها
انتظرتك لتأتي، وأرادت منكَ أن تأخذ ما في العالم لكي تعمل أرضاً أو جنّة شبيهة
لعالمها أو جنّتها من خلال إرشادها لكَ، لم تتدخل بإرادتك
إنما تركت لك حرية الإختيار، ولم تمنع عنك التمتع بالجنّة، هذا كل ما عملته انتظرت أن تأتي
إليها مقرراً من تريد أن تصبح أو تكون فتصير تابعاً لجنّتها.
لذلك، فإن احشاء الأم هي بيت لتكوين البذرة لتصير
جنيناً ومن
الجنين لتصير طفلاً وكل هذا يصير بقناعة وباقتناع ومن دون مساعدة أحد في تكوين
جنينها، وحدها تعيش وتترقب المراحل وكيفية تكوين طفلها.
الأم هي الكون وفي أحشائها تتمّ تكوين الأجنّة، فيخرج من هذا الكون كون صغير فتحضنه، من ثم تطلقه على الأرض التي هي كمثال أحشائها لكي يختار الحياة
التي يريدها ويتمناها.تك3|23)23 فاخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي اخذ منها. 24 فطرد الانسان، واقام شرقي جنة عدن الكروبيم.
بيت رحم الأم هو ملكوت الله الذي
به يتم ويطبق زراعة كل ما صمّمه وهندسه... الله من أفكاره عن تكوين الإنسان، وحين
تنتهي مدّة التكوين يخرج الطفل من الجنّة إلى الأرض، نعم، فيخرجه الله من الجنّة
أي أحشاء الأم، ليعمل الأرض التي اخذ منها،وأقامه شرقي جنّة عدن الكروبيم أي أقامه
بالقرب من أمه، عدن الكروبيم.نعم، إن أحشاء الأم هي الجنّة التي يربى بها الجنين
ويتكوّن ليصير طفلاً كاملاً في الخلق. وعندما يكتمل خلقه يخرج من الجنّة ويقيمه
الله بالقرب من امه التي ستحميه وتحرس طريق شجرة حياته.مرقس4|30) 30 وقال: «بماذا نشبه ملكوت الله او باي مثل نمثله؟ 31 مثل حبة خردل متى زرعت في الارض فهي اصغر جميع البزور التي على
الارض. 32 ولكن متى زرعت تطلع وتصير اكبر جميع البقول وتصنع اغصانا كبيرة حتى تستطيع
طيور السماء ان تتاوى تحت ظلها»
ماذا
استفادت الأم عندما انجبت الطفل؟
إنها عاشت أحسّت وشعرت بكائنٍ ينمو في أحشائها ومن ثم انتظرت لكي ترى الطفل والذي هو من ثمار افكار الله الآب في التكوين، وعندما رأت الطفل
والذي هو
من ثماره، انتظرت أن يكون لهذا الطفل
الذي هو ثمار أفكار الله الآب، اختياراً حرّاً، في سن الحداثة وذلك بكيفية اكتشاف النضوج بالمعرفة عن الجنّة أي بإرادته
الحرّة سيحاول أن يثبت من وجوده الإنساني الوجود الإلهي.
إذاً،
الطفل يتكوّن في أحشاء أمه ولا يكون لأحد تدخل في تكوينه حتى الأم التي تحمله بل هي تترقب وتنتظر قدومه،وعندما يأتي، عليها أن تسانده
وترشده وتعلّمه، وتواكبه وتواظبه... فهذا يعني بأنها تشاركه وتعاونه وتعطي رأيها
في اختيار حياته الشخصية، وهذا ما يسمى بالحراسة والرعاية لولدها.... فيبقى الولد
يناديها بـ "أمي"، وهذا يعني بأنه بحاجة
لمساندة ومساعدة ومعاضدة من الكون الذي تكوّن منه، ويريد أن يسألها ماذا يختار من الجنّة التي وضعته بها والتي فيها من
جميع أفكار الله المختلفة والمتنوعة؟
وعندما
تجد بأن ثمار طفولته نضجت ترتاح وتطمئن عليه وتفتخر في وجوده، وهذا لأنه حافظ على ثمار طفولته
ونضج بالمعرفة عن الجنّة التي هي الكون، والتي خلق من خلالها، فخلق جنّة كشبيهة جنّتها
أي أرضاً كشبه احشاءها.
الحياة
تستمر بوجود الأم التي تحمل كوناً صغيراً في أحشائها.
المرأة
الأم هي كمثال الكون الكبير ولكن على طريقة مصغرّة.
لذلك،
في جميع مخلوقات الله توجد "أم" أي كون، وفي كل هذا الكون أي الأم تحمل تفاصيل تكوين
المخلوق كل بحسب صورتها وكمثالها، تركيبة وتأليف اجزائه، صورته، تصرفاته صفاته الوانه تعابيره وعبيره...
ووقت ومدّة انتهاء تكوينه وانجابه. لذلك فإن طفل الإنسان تكوّن بمدّة وهي، تسعة أشهر، أما
باقي أو كافة المخلوقات كل منها وقت معين للتكوين مثلاً: مدة حبل الفرس 11 شهراً، الأتان 12، الناقة 12، الماعز 5 اشهر،اللبوة 3
اشهر، الكلبة 62 يوماً،الهرة2....
إذاً،
كل أمٌ تنقل عن صورتها كوناً صغيراً وكيفية تكوين هذا المخلوق، ومدّة انتهاء التكوين التي
خلقه الله فيها. والأم لا يمكن أن تنقل كوناً صغيراً إلا حينما تبلغ، لذلك لكل
مخلوق على وجه الأرض له "أم" التي هي كون ومنها يتكوّن.
فإن الله ابدع وابتكر وصمم وهندس... وعندما كان ينتهي من تكوين كل
فكرة من أفكاره كان يضعها ويحفظها في كائنٍ حي والذي هو كون صغير أي فكرة من
أفكاره، وهذا الكائن هو "الأم" التي من خلالها يخلق نفس الفكرة التي
طبقها وتمّمها مع المدّة التي انتهى من تكوينها.
لذلك، نحن البشر عندما نريد أن نحفظ أفكارنا نكتبها على ورق،
والبعض يطبقها ويتمّمها في مجسد وهذا المجسد يبرز الفكرة ويبينها.
لذلك الله أوجد الأرض التي هي جنته، وكان لكل تصميم وابداع
وابتكار لفكرة من أفكاره يخلقها وينزلها على الأرض ليحفظها، والتي هي جنته فأصبحت
كوناً كبيراً، وهذه الأرض هي التي تحفظ جميع اعماله وأفكاره في اجسام ترابية
كائنات حية. وكل "أم" من هذه المخلوقات تحمل فكرة من أفكاره التكوينية
والتي كل واحدة منها تسير بحسب النظام الكوني للفكرة. لذلك، الذي يريد أن يتعرّف
على افكار واعمال الله يتأمل في كل مخلوق!!!!
لذلك
نحن كبشر نكرّم "الأم" أي الكون الذي حمل كوناً صغيراً لنا، وبذلك نكون
نسبح الله ونقدم له الإجلال لأن جعل لنا كوناً اسمه "أم" يحفظ من خلاله
تكوينه لهذا المخلوق، لذلك سمّي، أحشاء الأم بيت الرحم والذي هو احشاء هذا الكون، وكل أحشاء للأم هي ملكوت الله الذي يتمّ من خلاله تكوين هذا المخلوق
من دون تدخل من أي أحد ولا معرفة كيفية هذا التكوين، لذلك ما زالت مخلوقات الله
مستمرة ومتكاثرة وممتدة وعلى نفس الصورة والمثال الذي خلقها الله منذ البدء وهذا كله بفضل "الأم".
لذلك
جميعكم
تتساءلون عن زمن وجود الكون!!!!! إذا لكل مخلوق "أم" وهذه الأم تثبت
كيفية تكوينه والمدّة لخلقه وإنجابه،فكم من الوقت خلق الله الكون الكبير؟!!!! لذلك،
فإن زمن الوجود الكوني للأم الإنسان للكون الصغير، تسعة أشهر.
زمن
الوجود الكوني للكون الأم،أي عمر الكون وبدايته ونشأته وتطوره وتمدده وتسارعه.... لجميع
المخلوقات، مرتبط بكل مخلوق كل بحسب مدّة تكوين وإنجاب هذا التكوين الصغير. إذا، بدأتم
بعدّ الأكوان، وكل كون أي كل مخلوق كائن حي، كم من الوقت أخذ من الله تفكيراً
للتكوين والإنتهاء منه وإنجابه، إن صح التعبير، ستعرفون بكم من الوقت تكّون الكون
الكبير؟!!!!
وطبعاً
أنا أقصد أيضاً النبات، والأشجار... لذلك، نجد أنّ النظام الكوني
ثابت لا يتغير سواء كنا فوق الأرض أو في السماء أو حتى في الكون العظيم.
وهذا
لأن لكل كون صغير "أماً" والتي هي كون كبير، وضع فيه الله جميع أفكاره عن تكوين كل مخلوق ومدّة انتهاء
تكوينه. ولو لم يجعل الله "أماً" لأفكاره لما كنا رأينا مخلوقاته التي هي من اعماله وتصاميمه وابداعاته
وابتكاراته... ولا
كنا عرفنا مدّة تكوينه لها. إذاً "الأم" سبب لرؤية ملكوت الله والذي هو،
أفكاره وتصميمه وهندسته وابداعه وابتكاره... ومدّة تكوين كل فكرة من افكاره وهي
سبب لإستمراريتها وتكاثرها وامتدادها على الأرض التي هي بيت رحمته وكل ما فيها جنته
وملكوته.
لذلك، الأرض هي أم تحمل كل امهات الأكوان وكل أكوان الأمهات.
الام هي كائناً حياً، الله انزل بها افكاره وحفظها لكي من
خلالها تكوّن أكوانا تشبه الكون الذي انزله بها، لذلك، اليوم هو عيدكم ليس لأنكم
اهتميتم بأولادكم فقط بل لأنكم حملتم تكوين الله، وأردتم لهذا التكوين أن يستمر ويتكاثر
ويمتد حتى دائماً نبقى نقول:مبارك الآتي باسم الله.
مرسالله