Monday, April 24, 2017

من كتاب مرسالله: خلّص وغفر... للنفوس دون أن يُصلب، إذاً، لمَ صُلب؟


خلّص وغفر... للنفوس دون أن يُصلب، إذاً، لمَ صُلب؟

هل الله صلب ابنه من أجل أن يكفّر عن أخطائنا؟!!

لو7/22) فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُماَ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ. 23وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».
أفلم تكن هذه الأعمال والتعاليم كافية لخلاص النفوس؟ إذاً، لم تألم وهو علّمنا الشفاء من آلامنا، لمَ صلب وتألم من أجل أن يخلصنا من أخطائنا وهو علّمنا الندم والتوبة والتسامح؟ لم أهين وضرب وجلد وهو علّمنا(مت 26: 52)لان كل الذين ياخذون السيف بالسيف يهلكون! لو22|50)50وَضَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى. 51فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ:«دَعُوا إِلَي هذَا!» وَلَمَسَ أُذْنَهُ وَأَبْرَأَهَا.
خلّص وغفر... للنفوس دون أن يُصلب، إذاً، لمَ صُلب؟
سمعت وأسمع كثيرين يقولون: مع صليبك يا يسوع وهذا عندما لا يجدون منفذاً لخلاصهم من الألم والظلم... يستسلمون لكل تلك المذلّة ويعتبرون بأنهم يحملون ويشاركون يسوع آلامه، من ثم يعاتبونه على عدم اكتراثه لهم.
لماذا صلب؟ ويسوع علّمكم كيف تدخلون ملكوت الله بفرح من خلال تعاليمه.
لماذا صلب؟ ويسوع دلّكم الطريق والمنافذ لإنقاذ نفوسكم؟
لماذا صلب؟ وهو شفى الْعُمْيَان، والعرج، والبرص والصم، وأقام الموتى، وعلّم البشارة عن ملكوت الله.  فهل لصلبه على الصليب قيمة أكثر مما قاله وعمله وعلّمه وهو خارجه؟!!! ولماذا اللهه مشيئته في صلب ابنه على الصليب لكي يكفّر عن أخطائنا، أليس بمقدور الله أن يخلّصنا من دون موت ابنه على الصليب؟!!!! ولماذا يعتبر الصليب خشبة خلاص تحمّلونه المعنى الأكبر، وليس ليسوع الذي كان يعلّم في وسط البشرية؟!وهل مشيئة الله أن يقتل ابنه وهو الذي قال، لا تقتل ولا تزنِ ولا تشهد بالزور...؟!!! وإذا كان بهذه الطريقة ينقذ البشرية من الخطيئة، فلم لم يكن الرسل هم من صلبوا يسوع؟!!! وإذا بالموت على الصليب يتمّ خلاص النفوس من الخطيئة فأي معنى يعود لتعاليمه وأعماله؟ والذي ينهي حياة الآخرين بالقتل ألا يعد مجرماً؟ وهل الله لم يجد طريقة لخلاص النفوس سوى بصلب ابنه على الصليب على أيدي الخطأة؟! وكأن الله تواطأ مع الخطأة لصلب ابنه؟!! وهل يسوع الذي خلّص النفوس من الخطيئة نبادره بالجلد، والإزلال، والحقد، والضرب، والظلم... نكافئه بالصلب؟!!
كفّوا عن استغفال النفوس بحجة أن الله ألحق الأذى بأبنه لكي يخلّصكم ويكفّر عن أخطائكم؟ فأنتم بذلك لم تستغلوا النفوس فقط بل استغليتم الله لمصلحتكم وغاياتكم الخاصة.
لا يعني عدم تدخل الله في منع هذه الكأس عن ابنه بأن هذه هي مشيئته، ولو كان الصلب هو مشيئة الله فلم قال: مت 27: 46) «ايلي ايلي لما شبقتني» (اي: الهي الهي لماذا تركتني؟)
ولا يعني بأن يسوع كان موافقاً على أفعالهم، وإلا لما كان قد قال: متى26|42)يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس،(45) هوذا الساعة قد اقتربت وابن الانسان يسلم الى ايدي الخطاة.لو 23: 34) فقال يسوع: «يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون». لو23|46) «يا ابتاه في يديك استودع روحي.
إذاً لم صُلب؟!! 
هل افهم أنه لولا تآمر الخطأة على صلب يسوع لما كان تمّ الفداء لخلاص النفوس، هل للخطأة أهمية؟ ولماذا تعتقدون بأن يسوع حمل أخطاءكم على الصليب، وليس عندما كان يبشر؟ ألم يرفض الخطيئة وينقضها، ومن ثم شفاهم من معتقداتهم ألوهمية وبلسمهم، وطبّبهم حيث أخرجهم من الظلمات إلى النور.
فأنتم لم تجدفوا فقط على عظمة الله بل أيضاً انتهكتم عدالته ورحمته، وكأن الله ليس لديه القدرة على حلول مشاكلكم وأخطائكم إلا بقتل وصلب ابنه.  
الخطأة اعدوا له محكمة زور بينما هو اعدّ محكمة عادلة.
البسوه ثوباً بالياً وهو لابس ثوباً ألوهياً.
ضربوه بالسوط وجلدوه وهو نور للأمم.
حملوّه الصليب وهو حامل الفرح والشفاء والملكوت.
وضعوا اكليلاً من شوك على رأسه وهو هالة وملك بالمجد والكرامة والقداسة والألوهية.
صلبوه على خشبة ليموت وهو قام ليكمّل ما بدأه بالحياة.  
أشربّوه خلّاً وهو روانا من ماء الحياة.
رسموا له طريق الجلجلة وهو رسم لنا طريق الملكوت.
ولكن رغم كل هذا لم يقدروا على قتله، وهذه الآية تثبت بأن قرار حياته يعود له،عندما قال (لو23|46) «يا ابتاه في يديك استودع روحي». ولما قال هذا اسلم الروح.وروحه أمانة يستردها وقت ما يشاء. لذلك اعتقد الخطأة أن بموته على الصليب يتخلّصون منه وينهون حياته على الأرض، فاتضح بأن يسوع لا يموتإن خطيئة نفس الإنسان لا تؤذي الله بل تؤذي ذاتها.
 لذلك، رقد جسده الترابي وانخطف جسده النوراني إلى الله الآب إلى أن نزل من الصليب وعندما وضعوا جسده الترابي في القبر عاد إليه الجسد النوراني وقام. اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف.
ولماذا تقولون: بأن الصليب الذي صلب عليه هو خشبة خلاص وليس يسوع؟! لم فهل الخشبة خلّصتكم وخلّصت يسوع؟ فهل الله أعدّ الخشبة للخلاص أو ارسل ابنه ليخلّصكم من الجهل للمعرفة. 
إذاً لو هذه مشيئة الله بصلب ابنه فلم قال يسوع: (لو 22: 53) وَلكِنَّ هذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَةِ»
فهذا يعني من هذا الوقت بالتحديد توقف يسوع عن أعماله وبدأت أفعالهم السيئة، أخذوه إلى المجمع وحكموا عليه وصلبوه... هذا كله ليس من الله بل منهم.
22قَائِلاً:«إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيرًا، وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».
فهل يمكن أن يجعل الله لابنه حاقدين وحاسدين وظالمين وقتلة من أجل أن يصلب ابنه ليكفّر عن النفوس؟!!! وهل باعتقادكم الله يعالج الخطيئة بخطيئة أكبر من خلال الخطأة؟! ولكن هذه الآية تبرهن بأن يسوع كان يعرف مكرهم وخداعهم وبأنهم يحاولون امساكه ليقتلوه،لذلك قال:"سأقوم".متى10/28) ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم.
إذاً،ماذا كان يقصد يسوع:  27وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.
ومن المؤكد أن الصليب الذي يقصد به يسوع ليس الذي صلبوه عليه بل كان يقصد شخصيتكم أي نفوسكم أن تأتي وراءه وإن لا، فلا تقدرون أن تكونوا له تلاميذاً.ومن يريد أن يكون كشخصية يسوع يجب عليه أن يواجه كل من يعترضه أو يتهمه أو يلاحقه ويهدّده ويتحمل جهلهم وإساءتهم لتوصيل المعرفة عن الملكوت ليخرجهم من الظلمات إلى النور.  
فيسوع لا يمكن أن يدعونا إلى مسيرة الصليب التي حمّله إياها الخطأة في الجلجثة، وإلا يكون يناقض جميع تعاليمه، الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ.... بل دعانا إلى شخصيته التي من خلالها حمّلنا كل تعاليمه الروحية وبهكذا نكون له تلاميذاً.
إذاً الخطأة حولوا شخصية يسوع الفرحة التي من خلالها حمّلنا تعاليمه الروحية إلى صليب وألم، وهذا لكي يبرهنوا للناس بأن جميع خدماته ليست إنسانية ولا إلهية.
لذلك يوجد صليب موت وهو من صنع الخطأة، وتوجد شخصية يسوع الحية وهي من صنع الله.
شخصية يسوع الحية: هي خدماته لنا وهو في وسط الخليقة مبتهجاً فرحاً بعطاءاته وشفاءاته... لهم. وهذا هو طريق الملكوت.
والصليب: هو صلب الخطأة ليسوع عليه وهو في وسط الخليقة حزين متألم مدمم بما اتهموه به. وهذا هو طريق الموت الإجباري.
لو22| 22) ولكن هوذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة. 22 وابن الانسان ماض كما هو محتوم ولكن ويل لذلك الانسان الذي يسلمه».
لماذا سيقول يسوع عن يهوذا ويل لذلك الإنسان، طالما هذه مشيئة الله في صلبه؟!!!
إذا،إن شخصية يسوع هي خدمته الإنسانية والإلهية للنفوس البشرية، أما صليب الخطأة فهو لخدمتهم للتخلّص من يسوع وأعماله الإنسانية والإلهية. 
لذلك، ما أتمنى منكم أن تفهموه بأن الألم والصلب والقتل والإهانة... لم يكونوا يوماً خلاصاً لكم وإلا لمَ تطلبون الخلاص منهم؟!وإذا كنتم تعتبرون أن يسوع مات على الصليب من أجل أن يكفّر عن أخطائكم فلماذا لليوم تخطئون وتعترفون بخطيئتكم؟ ألم يقدم يسوع ذاته ذبيحة مرة واحدة وهي كافية لكي تخلّصكم من ذنوبكم؟!!!   
فهل صار لصليب الكهنة الذي وضعوا عليه يسوع المعنى الأكبر للخلاص ونسوا تعاليم يسوع وشفاءاته...التي هي المعنى الأكبر لوجوده.
لماذا سيرضخ الله لأوامر وأحكام البشر لكي يبرئ النفوس من الخطيئة، ولماذا سيتآمر الله مع الخطأة ضد ابنه لقتله، فتكون خطيئته أكبر من الخطأة؟!!
ولماذا يجب على يسوع أن يموت لكي نعرف بأنها توجد قيامة، طالما رأوه يقيم العازر من القبر؟!
إذا أنا ببشريتي لا أقبل أن يكون إلهي مذلولاً ومهاناً من أجل أن يكفّر عن خطيئتي، فكيف إذاً الله؟
فهل يعقل أن الله يحاسب يسوع على أخطائنا، وهو الذي قال: في حزقيال(18/20)الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ.
إن فكرة الاستعاضة أو التضحية النيابية فكرة غير منطقية ولا معنى لها وهي أشبه بشخص يحطم كل مبادئه، وأفكاره وأعماله من أجل ارضاء النفوس الخاطئة. فهل يمكن الله أن يتراجع عن عدالته من أجل ارضاء النفوس الجاهلة، طالما يعرف أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون؟  
الألم والصلب والإهانة ليسوا رموزاً للحياة بل يسوع وخدماته لنا رمز للحياة.
لذلك لو كان هذا الصليب الذي صلب عليه رمزاً للخلاص لكانوا كلهم مشوا خلفه، ولكن البعض هربوا، والبعض تخفوا، واختبأوا والبعض تجاهلوه، والبعض  أنكروه، والبعض تجاهل كل ما عمله من أجلهم، والبعض تفرّجوا عليه وبكوا....وكانوا بانتظار أن يخلّص نفسه،لو أن مشيئة الله في أن يصلب ابنه من اجل أن يكفّر عن أخطائهم لما كانوا قالوا له، لو 23: 35وكان الشعب واقفين ينظرون والرؤساء ايضا معهم يسخرون به قائلين: «خلص اخرين فليخلص نفسه ان كان هو المسيح مختار الله».
بل كانوا اندفعوا ودافعوا عنه ومنعوا الجلادين ووقفوا بدربهم وصدّوهم عن الإساءة إليه ليشهدوا على أعماله الخيرة، ولكن للأسف لم يفعلوا. لذلك قال:وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كن يلطمن ايضا وينحن عليه. 28 فالتفت اليهن يسوع وقال: «يا بنات اورشليم لا تبكين علي بل ابكين على انفسكن وعلى اولادكن.
ولكن للأسف لم يرَ يسوع إنساناً واحداً حاول أن يدافع عنه أو يشكره على أعماله الخيّرة أو على الأقل يثور ضد الظالمين لإيقاف هذا الصلب بعدما خلّصهم من أمراضهم، وعللهم....فلماذا إذاً، كان سيجاهد ويناضل لإنقاذ نفسه طالما أن الذين علّمهم وبشرّهم عن ملكوت الله سكتوا وتجاهلوه وأنكروه وتفرجوا عليه؟! حيث أنهم فضلوا الظلمة على النور.
ناضل يسوع من أجل اخراجهم من الظلمة إلى النور، ولكن ماذا فعلت النفوس عندما رأت النور يهان ويذل ويصلب فلم تحاول الدفاع عنه فكيف يخلّص يسوع نفسه وهو أعطاهم كلّ النور.
لذلك إن فكرة الاستعاضة أو التضحية النيابية فكرة غير منطقية ولا معنى لها وهي أشبه بظالم يقضي على المظلوم.
ليس من المعقول أن يطلب الله ثمناً ليغفر للخطأة.
إذا ليس الذي قرر الحكم على يسوع بالصلب هو الخاطئ والفاسد فقط بل أيضاً الذين هتفوا وشجعوا وحرضوا وتواطأوا على هذا كله، يكونون الخطأة، والذي شاهد الظلم أيضاً وسكت ولم يطالب بإيقافه ومقاومته.نعم،إنهم  قبلوا اللّص ورفضوا يسوع.
فهل لا زلتم تعتقدون بأن كل هذا من تدبير الله؟ فإن الله لا يمكن أن ينتهك عدالته ورحمته.
 لذلك، يقدر الله أن يخلق جسداً جديداً خالياً من كل هذه الضربات والآثار.... لذلك اختار المكان الذي يريده وهو القبر حيث دفن كل ما فعلوه من فساد بحقه وقام جسد ترابي جديد خالٍ من كل هذه الآثار، والوقت هو نهار السبت الذي اعتبره اليهود يوماً لا عمل فيه فكأن يسوع يذكرهم أن هذا اليوم بالذات هو احتفال لجميع خدماته التي قدمها للنفوس البشرية ومحا وأزال طريق الجلجثة لأن هذه  ليست من ضمن مسيرته الروحية.لذلك قال إن جئت مرة أخرى فهل سأرى إيماناً.
إذاً يسوع لم يأتِ ليحمل أخطاءنا بل حمل معرفة ملكوت الله لنا لتكون منقذاً وخلاصاً لجهلنا عنها.فلا يمكن أن يحاسب يسوع على أخطاء لم يرتكبها أو جرم لم يقترفه... وبذلك يبقى المجرم مجرماً والسارق سارقاً والفاسد فاسداً، طالما لا يوجد من يحاسبهم عن اخطائهم! وبذلك لا يعودون يعرفون الندم والتوبة طالما يوجد من يحاسب عنهم؟ لذلك لا يغفر الله عن الجاهل وعديم التمييز والذي لا يتسامح مع ذاته ويصفح عنها هل من المعقول أن الله يغفر لشخص لا يعتبر نفسه بأنها خاطئة،كالذين اذلّوا وأهانوا وصلبوا يسوع؟!! أليس يسوع هو الذي علّمكم أن تصلوا وتطلبوا السماح قائلين: وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا ! ( متى 6/ 12)
إذاً، لماذا صلب يسوع وهو علّم وقال: عند الخطأ تسامحوا وتصافحوا مع نفوسكم فيصفح لكم، فبذلك تخلصون.

فهل من المعقول أن الله يفضّل تبرئة لص وسارق على ابنه لكي يكون الظلم أقوى من الخير؟!!فهل ما زلتم تعتقدون بأن صلب يسوع هو مشيئة الله؟
وَابْتَدَأَ يَقُولُ لِلشَّعْبِ هذَا الْمَثَلَ:«إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْمًا وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ زَمَانًا طَوِيلاً. 10وَفِي الْوَقْتِ أَرْسَلَ إِلَى الْكَرَّامِينَ عَبْدًا لِكَيْ يُعْطُوهُ مِنْ ثَمَرِ الْكَرْمِ، فَجَلَدَهُ الْكَرَّامُونَ، وَأَرْسَلُوهُ فَارِغًا. 11فَعَادَ وَأَرْسَلَ عَبْدًا آخَرَ، فَجَلَدُوا ذلِكَ أَيْضًا وَأَهَانُوهُ، وَأَرْسَلُوهُ فَارِغًا. 12ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ ثَالِثًا، فَجَرَّحُوا هذَا أَيْضًا وَأَخْرَجُوهُ. 13فَقَالَ صَاحِبُ الْكَرْمِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ أُرْسِلُ ابْنِي الْحَبِيبَ، لَعَلَّهُمْ إِذَا رَأَوْهُ يَهَابُونَ! 14فَلَمَّا رَآهُ الْكَرَّامُونَ تَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ لِكَيْ يَصِيرَ لَنَا الْمِيرَاثُ! 15فَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَاذَا يَفْعَلُ بِهِمْ صَاحِبُ الْكَرْمِ؟ 16يَأْتِي وَيُهْلِكُ هؤُلاَءِ الْكَرَّامِينَ وَيُعْطِي الْكَرْمَ لآخَرِينَ». فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا:«حَاشَا!» 17فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ:«إِذًا مَا هُوَ هذَا الْمَكْتُوبُ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ 18كُلُّ مَنْ يَسْقُطُ عَلَى ذلِكَ الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ!» 19فَطَلَبَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ أَنْ يُلْقُوا الأَيَادِيَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، وَلكِنَّهُمْ خَافُوا الشَّعْبَ، لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ هذَا الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ.

كم أنتم تجهلون طريق ملكوت الله:
لماذا تقولون أنكم ذاهبون لكي تحضروا جنّاز المسيح أو تحضرون آلام المسيح أو تجنّزوا المسيح أو دفن المسيح؟!!! أليس الجنّاز يعني الصلاة على الميت بعد مدة على وفاته؟ لماذا تمشون في جنازة المسيح وهو حقاً حي ولم يمت؟! ولم تلبسون الأسود عليه طالما هو قام؟ لذلك ما أتمناه منكم إن كنتم تؤمنون بأن يسوع إلهكم، أن تفهموا بأن هذه ليست ذكرى مسيرة يسوع بل ذكرى الخطأة والفاسدين والذي فعلوه به؟! لانه ان كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس؟».
بالنسبة لي يسوع هو إلهي، وإلهي لم يمت على الصليب بل انخطف جسده النوراني من جسده الترابي إلى أن أصبح في القبر رجع جسده النوراني إلى جسده الترابي فقام وهذا لأن جسده النوراني لا يموت وجسده الترابي كان في رقاد. "يسوع حي حقاً حي".
هذه الفترة المؤلمة لا أريد أن أذكرها لأن يسوع قال: أنا الطريق والحق والحياة وليس طريق الكذب والموت.
فإن، حق الله علينا بالحياة وليس حق البشر بالموت لله.
فأي منطق هذا عندما اعرف بأن النفوس قادرة على قتل من خلقها.
الحق ليس ببطلانه وبكتمانه والغائه وبطمسه بل باظهاره وتبيانه وتوضيحه... لذلك يسوع كشف طريق الحق للحياة وهم  طمسوه وكتموه... بآلامه وصلبه على الصليب ولكنه رجع وأظهرها في قيامة جسده الترابي.
11 اما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكي. وفيما هي تبكي انحنت الى القبر، 12 فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الراس والاخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعا. 13 فقالا لها:«يا امراة، لماذا تبكين؟» قالت لهما:«انهم اخذوا سيدي، ولست اعلم اين وضعوه!». 14 ولما قالت هذا التفتت الى الوراء، فنظرت يسوع واقفا، ولم تعلم انه يسوع. 15 قال لها يسوع:«يا امراة، لماذا تبكين؟ من تطلبين؟» فظنت تلك انه البستاني، فقالت له:«يا سيد، ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته، وانا اخذه».
لذلك يسوع ظهر للكثير من الناس لا ليقول لهم: قمت من الموت بل ليقول: بأن الموت لم يقدر عليّ.  
لا تتوهوا عن طريق الحق والحياة التي وهبها يسوع وتصدقوا طريقاً مغايراً لطريق الملكوت.
لقد رسموا طريق الجلجثة لله التي هي ضد طريق الملكوت.
فلا يمكن أن يرسموا طريقاً لله بل الله رسم طريقه رغم رفضهم له. 

نعم، إن هذه النفوس رسمته وخلقته وآمنت بإلهها الذي يشبه تطلعاتها وآراءها وأفعالها ومعتقداتها وطوائفها....، ورفضت الذي خلقها ولم تؤمن بالذي يشبه تطلعاته وآرائه وأفكاره وأعماله وشرائع أحكامه. 




                                                                                                                                      مرسالله