تصاغر لكي
يعرّفنا على سر قدسيته في الإنسان.
كان المجوس كهنة عرّافين
يعبدون النار والكواكب، والمَجُوسِيُّ هو الكاهنُ عند الأشوريّين وقُدامَى
الفُرس. لقد لحقوا النجم انسجاما مع معرفتهم للنجوم التي تعبَّدوا لها، ولكن
المجوس قصدوا أورشليم يسألون ويستفسرون بحسب النبوءة: (متى2|5). 1 ولما
ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا
الى اورشليم 2 قائلين: «اين هو المولود ملك اليهود؟
فاننا راينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له». 3 فلما
سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه. 4 فجمع
كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسالهم: «اين يولد المسيح؟» 5 فقالوا
له: «في بيت لحم اليهودية لانه هكذا مكتوب بالنبي: (لوقا2|8) 8 وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون
حراسات الليل على رعيتهم 9 واذا
ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. 10 فقال
لهم الملاك: «لا تخافوا. فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. لذلك البعض من الناس يضعون النجمة
التي تبعها المجوسيون، والبعض يضعون الملاك الذي تبعه الرعاة. ولكن
كليهما هما رمزان للدلالة على ولادة يسوع بالجسد.
لماذا نحتفل بعيد الميلاد؟
عيد الميلاد هو رمز لمجيء
"عمانوئيل" بالجسد وعندما أنزل إليه سمّي بـِ "يسوع" والذي
يعني المخلّص.
"عمانوئيل" شاء أن يدخل
الأزمنة من خلال مجيئه وتجسّده بالجسد، ليثبت ويعلن للناس بأنه: (يو1|8) انا
هو الالف والياء، البداية والنهاية» يقول الرب
الكائن والذي كان والذي ياتي، القادر على كل شيء. (يو8|28) فقال
لهم يسوع:«متى رفعتم ابن الانسان، فحينئذ تفهمون اني انا هو.
وفي هذه الفترة الزمنية التي تجسد
بالجسد، كلّمهم عن حقيقته ما قبل تجّسده بالجسد، وبأنه الأزلي الأبدي قبل كون
العالم وانشائه. هو القديم منذ أيام الأزل(ميخا5|2) بيوحنا:(يوحنا
1 : 1/10 )كان في العالم، وكون العالم به، ولم يعرفه العالم. ويكشف عن
حقيقته بأنه قبل كون العالم وانشائه (يو 17: 5)والان مجدني انت ايها الاب عند ذاتك
بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم.
( يوحنا17| 20) ليكون الجميع واحدا،
كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا واحدا كما اننا نحن
واحد. لانك احببتني قبل انشاء العالم.
ما الهدف بأن الله يتجسّد بالجسد
ويتخذ صورة الإنسان، وهو الذي خلقه على صورته كمثاله؟!
فبالتأكيد لم يأتِ بصدد استعراض
قدراته من خلال الأعاجيب لتؤمن به النفوس بل جاء لكي يرفعها إلى إنسانيتها فتعرف
حينها، بأنه خلقها على صورة ألوهيته وكمثال لاهوته، لذلك كانت شهادته حقاً لنا.
ولكن الذي حصل بأن النفس ابقت
ذاتها على صورة الإنسان المأخوذة من الصورة الإلهية، وتخلّصت من التصرفات والاعمال
التي هي كمثال الإنسانية والإلهية.
فتصاغر وتجسّد في جسد بصورة إنسان،
ليكلّمنا عن حقيقة لاهوت الألوهية في الإنسانية، ولو لم تكن صورة الإنسان
والإنسانية عظيمة لديه، لما كان تجسّد بالجسد وأخذ الصورة وتصرّف بإنسانية. كما
تمنى من النفوس أن تكون ابناء للإنسانية لكي تتعرف على حقيقة الذات الإلهية. وكلّمها
عن قدرة "ابن الإنسان" وما يمكنه أن يقوم به وهذا لأنه مخلوق على صورة
وكمثال الألوهية.وإن طبّق الإنسان أحكام وفرائض شريعة الألوهية من خلال
الإنسانية،سيكون انتماؤه إلى حيث كان أولاً(يو 6: 62) يعني إلى الذات الإلهية.
لذلك العالم يحتفل بمجيئه إلى
العالم، ولكن، لا يحتفل بخروجه منه. (يو 16: 28) خرجت من عند الاب، وقد اتيت
الى العالم، وايضا اترك العالم واذهب الى الاب.
وتحتفل لأنه أخذ صورة إنسان
بالطبيعة البشرية، والهدف من ذلك أن يظهر لنا، بأن الإنسان ذو قيمة زمنية،
بموجب خلقه وحضوره في الطبيعة البشرية، وأخذ مكاناً في الحياة على الأرض، فمن
المفروض أن يطبّق ويتمّم ما اكتشفه وتعلّمه عن سيرته الذاتية الإنسانية وهذا لأنه
"ابن الإنسان".
نعم، ليس كل من لبس الجسد الترابي
صار إنساناً بل كل من تصرف وفقاً للإنسانية صار إنساناً. لذلك يسوع شاء أن يكون
"ابن الإنسان"، وأعطى الكثير من الأمثلة وتصرف بقدرته كـ "ابن الإنسان"،وهذا
ليبرهن للنفوس لو كنتَ صحيح "ابن الإنسان" لكنتَ تصرّفتَ كمثالي
بإلانسانية التي هي كمثال الإلهية.
لذلك، يسوع بذل وقدّم جسده من أجل
أن يُثبتَ بأنّ الإنسان ذو قيمة روحية إنسانية لأنه من جوهر لاهوت الألوهية، «الذي
إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه، آخذًا
صورة عبد، صائرًا في شبه الناس، وإذ وجد في الهيئة كإنسان (فيلبي2: 6-8). (يوحنا1|1-35)-(
يوحنا17|20-26) 20 «ولست اسال من اجل هؤلاء فقط، بل ايضا من
اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، 21 ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها
الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني. 22 وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني،
ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد. 23 انا
فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد، وليعلم العالم انك ارسلتني، واحببتهم كما
احببتني. 24 ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني
يكونون معي حيث اكون انا، لينظروا مجدي الذي اعطيتني، لانك احببتني قبل انشاء
العالم. 25 ايها الاب البار، ان العالم لم يعرفك،
اما انا فعرفتك، وهؤلاء عرفوا انك انت ارسلتني. 26 وعرفتهم اسمك
وساعرفهم، ليكون فيهم الحب الذي احببتني به، واكون انا فيهم».– (يو 6: 51)انا
هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز
الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم. ولكن
نفس الإنسان لم تصر ابنة الإنسانية ولم تبذل جسدها من اجل أن تثبت بأن الإله ذو
قيمة روحية إلهية.
لذلك يسوع لقب بـ "ابن
الإنسان".
متى ( 16/13) سال
تلاميذه:«من يقول الناس اني انا ابن الانسان؟» 14 فقالوا: «قوم يوحنا
المعمدان واخرون ايليا واخرون ارميا او واحد من الانبياء» وإذا الناس
يعتقدونه بأنه أحد الأنبياء، أما تلاميذه فمن يعتقدونه؟ . 15 قال
لهم: «وانتم من تقولون اني انا؟» 16 فاجاب سمعان بطرس: «انت هو المسيح
ابن الله الحي» 17 فقال له يسوع: «طوبى لك يا سمعان بن يونا ان
لحما ودما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات.
مما يدل
بأن الناس تقبّلوه وعرفوه على أساس أنه نبي، ولكن يسوع اعلن عن ذاته بأنه
"ابن الإنسان"واعلن الروح القدس لسمعان بطرس:«انت
هو المسيح ابن الله الحي (متى 16|16). حيث أكد يسوع على هذا
الاعلان.
ابن الإنسان وابن الله.
بنوة الابن للإنسان أزلية، كما أنّ
أبوة الله الآب للإبن أزلية.
نلاحظ في الإنجيل بأن يسوع تكلم عن
أبيه نعم، وهذا لأنه تجسّد بالجسد فأصبح هو أباه، وأبوه هو.
ولكن ماذا قصد في قوله عندما قال: "إني
أصعد إلى أبي وأبيكم"؟ (يوحنا20: 17) 20 «ولست اسال من اجل هؤلاء
فقط، بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، 21 ليكون الجميع واحدا،
كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك
ارسلتني. لأن بينه وبين أبيه الجسد فقط، أما بيننا وبين أبينا: الجسد،
النفس، الأب والأم البشريين.إذاً يوجد فرق بين بنوّته وبنوّتنا، لذلك هو إبنه
البكر. (يوحنا 14
/ 6 ) قال له يسوع: "انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد ياتي
الى الاب الا بي".
إذا هو السبب لبدء الطبيعة
البشرية وأن يكون "ابن الإنسان"،وأخذ الإنسانية من جوهر بنوّته
الإلهية ومنها تكاثرت وامتلأت وامتدّت صورة الإنسان. لذلك إن لاحظتم يقول
أنا "ابن الإنسان"متى (24\27،30،37) 27 لانه
كما ان البرق يخرج من المشارق ويظهر الى المغارب هكذا يكون ايضا مجيء ابن الانسان. 28 لانه حيثما تكن الجثة فهناك
تجتمع النسور.29 وللوقت
بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات
السماوات تتزعزع. 30 وحينئذ
تظهر علامة ابن الانسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن
الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. 31 فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون
مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها. 32 فمن شجرة
التين تعلموا المثل: متى صار غصنها رخصا واخرجت اوراقها تعلمون ان الصيف قريب. 33 هكذا انتم ايضا
متى رايتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الابواب. 34 الحق
اقول لكم: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله. 35 السماء
والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول. 36واما
ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السماوات الا ابي وحده. 37وكما
كانت ايام نوح كذلك يكون ايضا مجيء ابن الانسان.
(يوحنا14|6) أنا الحياة والحق
والطريق.... أنا البداية والنهاية، أنا هو... فالمقصود
هو البكر والبداية لصورة الإنسان والإنسانية التي هي كمثال الألوهية. فهذا
يعني بأنه البكر لدى الله وأول مولود لديه الذي أتخذ صورته الألوهية وجسّدها في
جسد ترابي فأبرز من خلالها الصورة الإنسانية. فبهكذا يكون أوجد صورة ومثال الوجود
الإلهي بالوجود الإنساني فأصبح الإنسان كمثال الإله. ومن خلال هذا الوجود الإنساني
تكاثرت وامتدت وامتلأت الأرض من الناس.
إذاً، من ألوهيته أوجد
الإنسانية،وارسل أو أتى أو جاء (يوحنا ٦:٣٨؛ ٨:٢٣)مجدداً في
الجسد لكي يذكرنا أنه من ألوهيته خلق الإنسان على صورته كمثاله ويجب علينا من خلال
وجودنا الإنساني أن نثبت الوجود الإلهي، كما تصرف يسوع في مسيرته كـ "ابن
الإنسان" على الأرض.
ابن الله:
بنوة يسوع لله هي جوهرية في الذات
الإلهية الأزلية وهي بدون ولادة، وبنوة يسوع للإنسانية هي خاصة بمحدودية تجسده
بالجسد وهي بالولادة (لوقا1|35) 35 فاجاب
الملاك: «الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك
يدعى ابن الله. فاتضح لي بأن له بنوتين بنوة بأب في الذات
الإلهية،وبنوة في الذات الإنسانية بالجسد، لذلك، هو "ابن الإنسان"
"وابن الله"، وبالرغم من أنه اتخذ الجسد له فلم يغيّر من أنه الأبن
الأزلي الذي ليس مولوداً وهو في جوهر الآب الأزلي، وهو أيضاً الإبن البكر المولود
بألوهيته وبناسوته. (متى3|17)هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. اعلان الله الآب لأبنه وهو بالجسد،وهذا لكي تعرف
النفوس بأن وجوده بالجسد لن يغيّر بنوّته الأزلية بالرغم من أنه يحمل صورة الإنسان
ويتصرف بإنسانية.
(لو 10:
22 ) والتفت الى تلاميذه وقال: «كل شيء قد دفع اليّ من ابي. وليس
احد يعرف من هو الابن الا الاب ولا من
هو الاب الا الابن ومن ارادالابن ان يعلن له».
(يو 8: 14)اجاب
يسوع وقال لهم:«وان كنت اشهد لنفسي فشهادتي حق، لاني اعلم من اين
اتيت والى اين اذهب.
(يو 6: 57)كما ارسلني الاب
الحي، وانا حي بالاب.
يو 8: 16وان
كنت انا ادين فدينونتي حق، لاني لست وحدي، بل انا والاب الذي ارسلني.
(يو 8: 42)فقال
لهم يسوع:«لو كان الله اباكم لكنتم تحبونني، لاني خرجت من قبل الله واتيت.
لاني لم ات من نفسي، بل ذاك ارسلني.
(يو 12:
45والذي يراني يرى الذي ارسلني.
إذا يسوع كان موجوداً قبل ولادته
بصورة إنسان.58 قال لهم يسوع:«الحق الحق اقول
لكم: قبل ان يكون ابراهيم انا كائن. وتعني الواجب الوجود والدائم،
الأزلي والأبدي.
فيسوع لم يكن إلهاً فقط بل إنساني،
لذلك، هو "ابن الإنسان" و "ابن الله" وكان من الطبيعي أن ينمو
يسوع نموّاً عادياً تماماً كما ينمو البشر في كافة جوانب الطبيعة البشرية". متى9|6) متى12|8-32-40)
و13| 37-41) و26|46 و16|13،28)
لذلك كل المراجع في الإنجيل تثبت
لنا لماذا جاء يسوع، لقد جاء لكي يبرهن لنا بأن الإنسانية التي حملناها عندما
خلقنا هي من الذات الإلهية، ويجب على نفوسنا أن تكون على صورة الإنسان وكمثال
الإنسانية لأننا من خلالها نثبت الوجود الإلهي. يو 13: 31فلما خرج قال يسوع:«الان
تمجّد ابن الانسان وتمجّد الله فيه.
هذا ما أردت أن أوصله لكم بأنه
عندما يسوع مجّد "ابن الإنسان" أي رفع شأنه وقيمته الإنسانية تمجّد
وتجلّى الوجود الإلهي.
يوحنا5 |25). 26لانه
كما ان الاب له حياة في ذاته، كذلك اعطى الابن ايضا ان تكون له حياة في ذاته،27 واعطاه
سلطانا ان يدين ايضا، لانه ابن الانسان. 18
انا هو الشاهد لنفسي، ويشهد لي الاب الذي
ارسلني». 19 فقالوا له:«اين هو ابوك؟» اجاب يسوع:
«لستم تعرفونني انا ولا ابي. لو عرفتموني لعرفتم ابي ايضا».
لمَ كان دائماً يقول بأنه
"ابن الإنسان" وهو يعرف بأنه "ابن الله"؟!!
يسوع شهد بالحق واثبت من وجوده
الإلهي مدى أهمية الوجود الإنساني، وبأنه لهذه الدرجة يهمّه ويقدّر صورة الإنسان
وإنسانيته، وهكذا نحن يجب أن نعمل أن نقدر صورة الإنسان ونتصرف بإنسانية لنثبت من
وجودها الكياني الوجود الإلهي الخاص لنا.
لو22|29)69 منذ
الان يكون ابن الانسان جالسا عن يمين قوة الله». 70 فقال
الجميع: «افانت ابن الله؟» فقال لهم: «انتم تقولون اني انا هو».
يوحنا 10)فانك وانت انسان تجعل
نفسك الها» 34اجابهم يسوع: «اليس مكتوبا في ناموسكم: انا
قلت انكم الهة؟ 35 ان
قال الهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله، ولا يمكن ان ينقض المكتوب، 36 فالذي
قدسه الاب وارسله الى العالم، اتقولون له: انك تجدف، لاني قلت: اني ابن
الله؟ 37 ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا
تؤمنوا بي. 38 ولكن ان كنت اعمل، فان لم تؤمنوا بي
فامنوا بالاعمال، لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الاب في وانا فيه»
لذلك الله، يعني له الإنسان الكثير
لأنه من ألوهيته خلق الإنسان وأعطاه من جوهر لاهوته الإلهي الإنسانية ونفخ في
إنسانيته نسمة حياة وهي النفس.
(عبرانيين 2)لكن شهد واحد في موضع
قائلا: «ما هو الانسان حتى تذكره؟ او ابن الانسان حتى تفتقده؟ 7 وضعته
قليلا عن الملائكة. بمجد وكرامة كللته، واقمته على اعمال يديك. 8 اخضعت
كل شيء تحت قدميه». لانه اذ اخضع الكل له لم يترك شيئا غير خاضع له. ومن
خلال الإنسانية بملء حريتنا المطلقة شاء منا أن نثبت بوجودنا في الجسد الكياني
الوجود الإلهي كل بحسب اعماله وتصرفاته الحسنة. لذلك نرى بيسوع الله كل كمال
لاهوته في زيّه الإنساني.
ما هو الحق الذي شهد له؟
يوحنا14) 6 قال له يسوع:
«انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد ياتي الى الاب الا بي. 7 لو كنتم
قد عرفتموني لعرفتم ابي ايضا. ومن الان تعرفونه وقد رايتموه». 8 قال
له فيلبس:«يا سيد، ارنا الاب وكفانا». 9 قال له يسوع:«انا معكم
زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس! الذي راني فقد راى الاب، فكيف تقول انت: ارنا
الاب؟ 10 الست تؤمن اني انا في الاب والاب في؟ الكلام الذي اكلمكم به
لست اتكلم به من نفسي، لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال. 11 صدقوني
اني في الاب والاب في، والا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها.
يو 18:
37فقال له بيلاطس: «افانت اذا ملك؟» اجاب يسوع:«انت تقول: اني ملك. لهذا
قد ولدت انا، ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع
صوتي».
اتمنى منكم أن تكونوا عصريين
ومثقفين وتتمتعوا بحسٍ حضاري لكي تفهموا ما أقصده بأن الله أخذ صورة الإنسان، الكلمة
صار جسداً وسكن بيننا" (يو1|14) ليرينا
عظمة خلقه وبأن الإنسان يمثله على الأرض في ابداعاته، اختراعاته، تصرفاته...
الإنسانية.لذلك،ولادته في المغارة لا ترمز لفقره بل لقدرته الإلهية في
أخذ صورة الإنسان بالرغم من انه "ابن الله".
لقد اتضح لي ان الله معلن في جوهره
الذاتي عن صفاته الإلهية. ولكن الذي استنتجته بأن بنوته في الجسد هي لأظهار جوهر
الله للنفوس عن الإنسان وإنسانيته علنية، بينما بنوته في جوهر الله ليست بحاجة
لإثبات لأنها أزلية والله يعرف ابنه وابنه يعرف أباه، لذلك، يسوع لم يكن بحاجة
ليثبت أعماله لأبيه بل لنفس الإنسان. والإنسان من وجوده الكياني بحاجة لأن يثبت
أعماله وتصرفاته الإنسانية بأنها من لاهوت الله.
إذا الله أنزل جوهر ذاته الإلهية
في الجسد ومن خلال الجسد تم مجيئه على الأرض. لذلك على المولود أن يتمّم المهمة في
الجسد لأن له مكاناً جغرافياً، وزمانياً وتاريخياً يعرف به من ثم يصعد ويرتفع من
الجسد إلى حيث كان أولاً. إذا هذا الجسد الذي تجسد به بذله من اجل أن تعرف
النفوس عظمة المخلوق الإنسان وأهمية تصرفاته الإنسانية لأنها ترمز للوجود الإلهي.
الجزء الثالث من سلسلة كتب
"ماما مريم أم يسوع" في رسالة الثلاثاء 25 أيار 2004: تصاغرت في الإنسان
لكي اعرفكم على حقيقتي المتواضعة.
تصاغرت لكي أعرفكم على سرّ قدسيتي
في الإنسان. صار صغير الشأن وسلك مسلك الإنسان في إنسانيته.لذلك لا يقال عن يسوع
مخلوق بل متصاغر وهذا يعني بتصاغره للإنسانية وتجسده بالجسد لم يلغِ وجوده الأزلي
الأبدي السرمدي. (يوحنا ١:٢، ٣، ١٤ و١٧:٥)
وكما معترف بجميع العالم بأن
الشجرة هي رمز الحياة والمغارة رمز ولادة يسوع، ولكن بالنسبة لي بعدما قرأت
الإنجيل وجدت بأن "ابن الإنسان" هو رمز "لإبن الله"، أو
"الإنسان" هو رمز "الإله"، والإنسانية هي رمز الألوهية أي صورة
الإنسان ومضمونه الإنساني رمز لصورة الإله يسوع وجوهر لاهوته. لذلك يسوع نزل وتجسد
في جسد وأخذ صورة "الإنسان" واستخدم لقب "ابن الإنسان" ليوصل
وليعبّر عن ذاته الإلهية من خلال الذات الإنسانية، ونحن علينا من الذات الإنسانية
أن نعبّر عن الذات الإلهية.
لذلك في العهد القديم كان الله
"يتجلّى" للعيان في صورة إنسان من ثم يختفي. ولكن في العهد الجديد
أُنزِل في أحشاء مريم العذراء وتجسد في الجسد، فلم يكن ظهوراً بل تجسداً وتأنساً (متى1|23).
لذلك يسوع تصاغر واتخذ صورة إنسان
ولقب نفسه "بابن الإنسان" وهذا لكي نفهم بأن الإنسان رمزٌ للألوهية.
لست بحاجة أن أبرهن عن ألوهيته
لأنه تكلم عنها مفصلاً بل بحاجة لأوضح وأبرهن لكم باختصار بأنه جاء يؤكد
لنا بأن الإنسان بإنسانيته هو رمز للإله بألوهيته.
فأتمنى أن تكونوا فهمتم أن"ابن
الإنسان" يكون من خلال الإنسانية في الطبيعة البشرية ليكون رمزٌ للإله يسوع
في الطبيعة الألوهية.
صحيح عيد الميلاد ليسوع الذي هو
"ابن الله" ولكن هو أيضاً لذكرى خلق صورة الإنسان بإنسانيته،
وإلا لم يسوع أخذ صورة الإنسان ولقب نفسه بـِ "ابن الإنسان"؟!! هذا لكي
يجدد ذكرى استحضارها في اذهاننا واسترجاعها بعد نسياننا بأننا "ابناء الإنسان".
لذلك عيد الميلاد هو لإبن الله الذي أخذ صورة "إنسان". فإذاً،هذا عيد
" ابن الإنسان" الذي هو رمزٌ للألوهية!!
حقاً
تصاغر الله في
صورة إنسان، لكي يجدّد ذكرى خلقنا ويكشف لنا على سر لاهوته في الإنسانية
فنعرف بأنها رمزٌ للألوهية.
مرسالله