Saturday, December 23, 2017

من كتاب مرسالله: تصاغر لكي يعرّفنا على سر قدسيته في الإنسان

تصاغر لكي يعرّفنا على سر قدسيته في الإنسان.


كان المجوس كهنة عرّافين يعبدون النار والكواكب، والمَجُوسِيُّ هو الكاهنُ عند الأشوريّين وقُدامَى الفُرس. لقد لحقوا النجم انسجاما مع معرفتهم للنجوم التي تعبَّدوا لها، ولكن المجوس قصدوا أورشليم يسألون ويستفسرون بحسب النبوءة: (متى2|5). ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في ايام هيرودس الملك اذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم 2 قائلين: «اين هو المولود ملك اليهود؟ فاننا راينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له». 3 فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه. 4 فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسالهم: «اين يولد المسيح؟» 5 فقالوا له: «في بيت لحم اليهودية لانه هكذا مكتوب بالنبي: (لوقا2|8) 8 وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم 9 واذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما. 10 فقال لهم الملاك: «لا تخافوا. فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. لذلك البعض من الناس يضعون النجمة التي تبعها المجوسيون، والبعض يضعون الملاك الذي تبعه الرعاة. ولكن كليهما هما رمزان للدلالة على ولادة يسوع بالجسد.

لماذا نحتفل بعيد الميلاد؟ 
عيد الميلاد هو رمز لمجيء "عمانوئيل" بالجسد وعندما أنزل إليه سمّي بـِ "يسوع" والذي يعني المخلّص.
"عمانوئيل" شاء أن يدخل الأزمنة من خلال مجيئه وتجسّده بالجسد، ليثبت ويعلن للناس بأنه: (يو1|8) انا هو الالف والياء، البداية والنهاية» يقول الرب الكائن والذي كان والذي ياتي، القادر على كل شيء. (يو8|28)  فقال لهم يسوع:«متى رفعتم ابن الانسان، فحينئذ تفهمون اني انا هو.
وفي هذه الفترة الزمنية التي تجسد بالجسد، كلّمهم عن حقيقته ما قبل تجّسده بالجسد، وبأنه الأزلي الأبدي قبل كون العالم وانشائه. هو القديم منذ أيام الأزل(ميخا5|2)  بيوحنا:(يوحنا 1 : 1/10 )كان في العالم، وكون العالم به، ولم يعرفه العالم. ويكشف عن حقيقته بأنه قبل كون العالم وانشائه (يو 17: 5)والان مجدني انت ايها الاب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم. 
( يوحنا17| 20) ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد. لانك احببتني قبل انشاء العالم.

ما الهدف بأن الله يتجسّد بالجسد ويتخذ صورة الإنسان، وهو الذي خلقه على صورته كمثاله؟!
فبالتأكيد لم يأتِ بصدد استعراض قدراته من خلال الأعاجيب لتؤمن به النفوس بل جاء لكي يرفعها إلى إنسانيتها فتعرف حينها، بأنه خلقها على صورة ألوهيته وكمثال لاهوته، لذلك كانت شهادته حقاً لنا.
ولكن الذي حصل بأن النفس ابقت ذاتها على صورة الإنسان المأخوذة من الصورة الإلهية، وتخلّصت من التصرفات والاعمال التي هي كمثال الإنسانية والإلهية.
فتصاغر وتجسّد في جسد بصورة إنسان، ليكلّمنا عن حقيقة لاهوت الألوهية في الإنسانية، ولو لم تكن صورة الإنسان والإنسانية عظيمة لديه، لما كان تجسّد بالجسد وأخذ الصورة وتصرّف بإنسانية. كما تمنى من النفوس أن تكون ابناء للإنسانية لكي تتعرف على حقيقة الذات الإلهية. وكلّمها عن قدرة "ابن الإنسان" وما يمكنه أن يقوم به وهذا لأنه مخلوق على صورة وكمثال الألوهية.وإن طبّق الإنسان أحكام وفرائض شريعة الألوهية من خلال الإنسانية،سيكون انتماؤه إلى حيث كان أولاً(يو 6: 62يعني إلى الذات الإلهية.  
لذلك العالم يحتفل بمجيئه إلى العالم، ولكن، لا يحتفل بخروجه منه.  (يو 16: 28) خرجت من عند الاب، وقد اتيت الى العالم، وايضا اترك العالم واذهب الى الاب.
وتحتفل لأنه أخذ صورة إنسان بالطبيعة البشرية، والهدف من ذلك أن يظهر لنا، بأن الإنسان ذو قيمة زمنية، بموجب خلقه وحضوره في الطبيعة البشرية، وأخذ مكاناً في الحياة على الأرض، فمن المفروض أن يطبّق ويتمّم ما اكتشفه وتعلّمه عن سيرته الذاتية الإنسانية وهذا لأنه "ابن الإنسان".
نعم، ليس كل من لبس الجسد الترابي صار إنساناً بل كل من تصرف وفقاً للإنسانية صار إنساناً. لذلك يسوع شاء أن يكون "ابن الإنسان"، وأعطى الكثير من الأمثلة وتصرف بقدرته كـ "ابن الإنسان"،وهذا ليبرهن للنفوس لو كنتَ صحيح "ابن الإنسان" لكنتَ تصرّفتَ كمثالي بإلانسانية التي هي كمثال الإلهية. 
لذلك، يسوع بذل وقدّم جسده من أجل أن يُثبتَ بأنّ الإنسان ذو قيمة روحية إنسانية لأنه من جوهر لاهوت الألوهية، «الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه، آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس، وإذ وجد في الهيئة كإنسان (فيلبي2: 6-8). (يوحنا1|1-35)-( يوحنا17|20-26) 20 «ولست اسال من اجل هؤلاء فقط، بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، 21 ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني. 22 وانا قد اعطيتهم المجد الذي اعطيتني، ليكونوا واحدا كما اننا نحن واحد. 23 انا فيهم وانت في ليكونوا مكملين الى واحد، وليعلم العالم انك ارسلتني، واحببتهم كما احببتني. 24 ايها الاب اريد ان هؤلاء الذين اعطيتني يكونون معي حيث اكون انا، لينظروا مجدي الذي اعطيتني، لانك احببتني قبل انشاء العالم. 25 ايها الاب البار، ان العالم لم يعرفك، اما انا فعرفتك، وهؤلاء عرفوا انك انت ارسلتني. 26 وعرفتهم اسمك وساعرفهم، ليكون فيهم الحب الذي احببتني به، واكون انا فيهم».– (يو 6: 51)انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد. والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم. ولكن نفس الإنسان لم تصر ابنة الإنسانية ولم تبذل جسدها من اجل أن تثبت بأن الإله ذو قيمة روحية إلهية.

لذلك يسوع لقب بـ "ابن الإنسان".
متى ( 16/13) سال تلاميذه:«من يقول الناس اني انا ابن الانسان؟» 14 فقالوا: «قوم يوحنا المعمدان واخرون ايليا واخرون ارميا او واحد من الانبياء» وإذا الناس يعتقدونه بأنه أحد الأنبياء، أما تلاميذه فمن يعتقدونه؟ . 15 قال لهم: «وانتم من تقولون اني انا؟» 16 فاجاب سمعان بطرس: «انت هو المسيح ابن الله الحي»  17 فقال له يسوع: «طوبى لك يا سمعان بن يونا ان لحما ودما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات.
مما يدل بأن الناس تقبّلوه وعرفوه على أساس أنه نبي، ولكن يسوع اعلن عن ذاته بأنه "ابن الإنسان"واعلن الروح القدس لسمعان بطرس:«انت هو المسيح ابن الله الحي (متى 16|16). حيث أكد يسوع على هذا الاعلان.  
ابن الإنسان وابن الله.
بنوة الابن للإنسان أزلية، كما أنّ أبوة الله الآب للإبن أزلية.
نلاحظ في الإنجيل بأن يسوع تكلم عن أبيه نعم، وهذا لأنه تجسّد بالجسد فأصبح هو أباه، وأبوه هو.
ولكن ماذا قصد في قوله عندما قال: "إني أصعد إلى أبي وأبيكم"؟ (يوحنا20: 17) 20 «ولست اسال من اجل هؤلاء فقط، بل ايضا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم، 21 ليكون الجميع واحدا، كما انك انت ايها الاب في وانا فيك، ليكونوا هم ايضا واحدا فينا، ليؤمن العالم انك ارسلتني. لأن بينه وبين أبيه الجسد فقط، أما بيننا وبين أبينا: الجسد، النفس، الأب والأم البشريين.إذاً يوجد فرق بين بنوّته وبنوّتنا، لذلك هو إبنه البكر(يوحنا 14 / 6 )  قال له يسوع: "انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد ياتي الى الاب الا بي".
إذا هو السبب لبدء الطبيعة البشرية وأن يكون "ابن الإنسان"،وأخذ الإنسانية من جوهر بنوّته الإلهية ومنها تكاثرت وامتلأت وامتدّت صورة الإنسان. لذلك إن لاحظتم يقول أنا "ابن الإنسان"متى (24\27،30،37) 27 لانه كما ان البرق يخرج من المشارق ويظهر الى المغارب هكذا يكون ايضا مجيء ابن الانسان28 لانه حيثما تكن الجثة فهناك تجتمع النسور.29 وللوقت بعد ضيق تلك الايام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السماوات تتزعزع. 30 وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الارض ويبصرون ابن الانسان اتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. 31 فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الاربع الرياح من اقصاء السماوات الى اقصائها. 32 فمن شجرة التين تعلموا المثل: متى صار غصنها رخصا واخرجت اوراقها تعلمون ان الصيف قريب. 33 هكذا انتم ايضا متى رايتم هذا كله فاعلموا انه قريب على الابواب. 34 الحق اقول لكم: لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله. 35 السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول. 36واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السماوات الا ابي وحده. 37وكما كانت ايام نوح كذلك يكون ايضا مجيء ابن الانسان.
(يوحنا14|6) أنا الحياة والحق والطريق.... أنا البداية والنهاية، أنا هو... فالمقصود هو البكر والبداية لصورة الإنسان والإنسانية التي هي كمثال الألوهية. فهذا يعني بأنه البكر لدى الله وأول مولود لديه الذي أتخذ صورته الألوهية وجسّدها في جسد ترابي فأبرز من خلالها الصورة الإنسانية. فبهكذا يكون أوجد صورة ومثال الوجود الإلهي بالوجود الإنساني فأصبح الإنسان كمثال الإله. ومن خلال هذا الوجود الإنساني تكاثرت وامتدت وامتلأت الأرض من الناس.
إذاً، من ألوهيته أوجد الإنسانية،وارسل أو أتى أو جاء (يوحنا ٦:‏٣٨؛‏ ٨:‏٢٣)مجدداً في الجسد لكي يذكرنا أنه من ألوهيته خلق الإنسان على صورته كمثاله ويجب علينا من خلال وجودنا الإنساني أن نثبت الوجود الإلهي، كما تصرف يسوع في مسيرته كـ "ابن الإنسان" على الأرض.  

 ابن الله:
بنوة يسوع لله هي جوهرية في الذات الإلهية الأزلية وهي بدون ولادة، وبنوة يسوع للإنسانية هي خاصة بمحدودية تجسده بالجسد وهي بالولادة (لوقا1|35)  35 فاجاب الملاك: «الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله.  فاتضح لي بأن له بنوتين بنوة بأب في الذات الإلهية،وبنوة في الذات الإنسانية بالجسد، لذلك، هو "ابن الإنسان" "وابن الله"، وبالرغم من أنه اتخذ الجسد له فلم يغيّر من أنه الأبن الأزلي الذي ليس مولوداً وهو في جوهر الآب الأزلي، وهو أيضاً الإبن البكر المولود بألوهيته وبناسوته. (متى3|17)هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. اعلان الله الآب لأبنه وهو بالجسد،وهذا لكي تعرف النفوس بأن وجوده بالجسد لن يغيّر بنوّته الأزلية بالرغم من أنه يحمل صورة الإنسان ويتصرف بإنسانية.
 (لو 10: 22 ) والتفت الى تلاميذه وقال: «كل شيء قد دفع اليّ من ابي. وليس احد يعرف من هو الابن الا الاب ولا من هو الاب الا الابن ومن ارادالابن ان يعلن له».
(يو 8: 14)اجاب يسوع وقال لهم:«وان كنت اشهد لنفسي فشهادتي حق، لاني اعلم من اين اتيت والى اين اذهب.
(يو 6: 57)كما ارسلني الاب الحي، وانا حي بالاب.
يو 8: 16وان كنت انا ادين فدينونتي حق، لاني لست وحدي، بل انا والاب الذي ارسلني.
(يو 8: 42)فقال لهم يسوع:«لو كان الله اباكم لكنتم تحبونني، لاني خرجت من قبل الله واتيت. لاني لم ات من نفسي، بل ذاك ارسلني.
(يو 12: 45والذي يراني يرى الذي ارسلني.
إذا يسوع كان موجوداً قبل ولادته بصورة إنسان.‏58 قال لهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: قبل ان يكون ابراهيم انا كائن. وتعني الواجب الوجود والدائم، الأزلي والأبدي.
فيسوع لم يكن إلهاً فقط بل إنساني، لذلك، هو "ابن الإنسان" و "ابن الله" وكان من الطبيعي أن ينمو يسوع نموّاً عادياً تماماً كما ينمو البشر في كافة جوانب الطبيعة البشرية". متى9|6)  متى12|8-32-40) و13| 37-41) و26|46 و16|13،28)
لذلك كل المراجع في الإنجيل تثبت لنا لماذا جاء يسوع، لقد جاء لكي يبرهن لنا بأن الإنسانية التي حملناها عندما خلقنا هي من الذات الإلهية، ويجب على نفوسنا أن تكون على صورة الإنسان وكمثال الإنسانية لأننا من خلالها نثبت الوجود الإلهي. يو 13: 31فلما خرج قال يسوع:«الان تمجّد ابن الانسان وتمجّد الله فيه.
هذا ما أردت أن أوصله لكم بأنه عندما يسوع مجّد "ابن الإنسان" أي رفع شأنه وقيمته الإنسانية تمجّد وتجلّى الوجود الإلهي.
يوحنا5 |25). 26لانه كما ان الاب له حياة في ذاته، كذلك اعطى الابن ايضا ان تكون له حياة في ذاته،27 واعطاه سلطانا ان يدين ايضا، لانه ابن الانسان. 18
انا هو الشاهد لنفسي، ويشهد لي الاب الذي ارسلني». 19 فقالوا له:«اين هو ابوك؟» اجاب يسوع: «لستم تعرفونني انا ولا ابي. لو عرفتموني لعرفتم ابي ايضا».

لمَ كان دائماً يقول بأنه "ابن الإنسان" وهو يعرف بأنه "ابن الله"؟!! 
يسوع شهد بالحق واثبت من وجوده الإلهي مدى أهمية الوجود الإنساني، وبأنه لهذه الدرجة يهمّه ويقدّر صورة الإنسان وإنسانيته، وهكذا نحن يجب أن نعمل أن نقدر صورة الإنسان ونتصرف بإنسانية لنثبت من وجودها الكياني الوجود الإلهي الخاص لنا.
لو22|29)69 منذ الان يكون ابن الانسان جالسا عن يمين قوة الله». 70 فقال الجميع: «افانت ابن الله؟» فقال لهم: «انتم تقولون اني انا هو».
يوحنا 10)فانك وانت انسان تجعل نفسك الها» 34اجابهم يسوع: «اليس مكتوبا في ناموسكم: انا قلت انكم الهة؟ 35 ان قال الهة لاولئك الذين صارت اليهم كلمة الله، ولا يمكن ان ينقض المكتوب، 36 فالذي قدسه الاب وارسله الى العالم، اتقولون له: انك تجدف، لاني قلت: اني ابن الله؟ 37 ان كنت لست اعمل اعمال ابي فلا تؤمنوا بي. 38 ولكن ان كنت اعمل، فان لم تؤمنوا بي فامنوا بالاعمال، لكي تعرفوا وتؤمنوا ان الاب في وانا فيه»
لذلك الله، يعني له الإنسان الكثير لأنه من ألوهيته خلق الإنسان وأعطاه من جوهر لاهوته الإلهي الإنسانية ونفخ في إنسانيته نسمة حياة وهي النفس.
(عبرانيين 2)لكن شهد واحد في موضع قائلا: «ما هو الانسان حتى تذكره؟ او ابن الانسان حتى تفتقده؟ 7 وضعته قليلا عن الملائكة. بمجد وكرامة كللته، واقمته على اعمال يديك. 8 اخضعت كل شيء تحت قدميه». لانه اذ اخضع الكل له لم يترك شيئا غير خاضع له. ومن خلال الإنسانية بملء حريتنا المطلقة شاء منا أن نثبت بوجودنا في الجسد الكياني الوجود الإلهي كل بحسب اعماله وتصرفاته الحسنة. لذلك نرى بيسوع الله كل كمال لاهوته في زيّه الإنساني.

ما هو الحق الذي شهد له؟
يوحنا14) 6 قال له يسوع: «انا هو الطريق والحق والحياة. ليس احد ياتي الى الاب الا بي. 7 لو كنتم قد عرفتموني لعرفتم ابي ايضا. ومن الان تعرفونه وقد رايتموه». 8 قال له فيلبس:«يا سيد، ارنا الاب وكفانا». 9 قال له يسوع:«انا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس! الذي راني فقد راى الاب، فكيف تقول انت: ارنا الاب؟ 10 الست تؤمن اني انا في الاب والاب في؟ الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي، لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال. 11 صدقوني اني في الاب والاب في، والا فصدقوني لسبب الاعمال نفسها. 
يو 18: 37فقال له بيلاطس: «افانت اذا ملك؟» اجاب يسوع:«انت تقول: اني ملك. لهذا قد ولدت انا، ولهذا قد اتيت الى العالم لاشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي».
اتمنى منكم أن تكونوا عصريين ومثقفين وتتمتعوا بحسٍ حضاري لكي تفهموا ما أقصده بأن الله أخذ صورة الإنسان، الكلمة صار جسداً وسكن بيننا" (يو1|14) ليرينا عظمة خلقه وبأن الإنسان يمثله على الأرض في ابداعاته، اختراعاته، تصرفاته... الإنسانية.لذلك،ولادته في المغارة لا ترمز لفقره بل لقدرته الإلهية في أخذ صورة الإنسان بالرغم من انه "ابن الله".
لقد اتضح لي ان الله معلن في جوهره الذاتي عن صفاته الإلهية. ولكن الذي استنتجته بأن بنوته في الجسد هي لأظهار جوهر الله للنفوس عن الإنسان وإنسانيته علنية، بينما بنوته في جوهر الله ليست بحاجة لإثبات لأنها أزلية والله يعرف ابنه وابنه يعرف أباه، لذلك، يسوع لم يكن بحاجة ليثبت أعماله لأبيه بل لنفس الإنسان. والإنسان من وجوده الكياني بحاجة لأن يثبت أعماله وتصرفاته الإنسانية بأنها من لاهوت الله.
إذا الله أنزل جوهر ذاته الإلهية في الجسد ومن خلال الجسد تم مجيئه على الأرض. لذلك على المولود أن يتمّم المهمة في الجسد لأن له مكاناً جغرافياً، وزمانياً وتاريخياً يعرف به من ثم يصعد ويرتفع من الجسد إلى حيث كان أولاً.  إذا هذا الجسد الذي تجسد به بذله من اجل أن تعرف النفوس عظمة المخلوق الإنسان وأهمية تصرفاته الإنسانية لأنها ترمز للوجود الإلهي.
الجزء الثالث من سلسلة كتب "ماما مريم أم يسوع" في رسالة الثلاثاء 25 أيار 2004: تصاغرت في الإنسان لكي اعرفكم على حقيقتي المتواضعة.
تصاغرت لكي أعرفكم على سرّ قدسيتي في الإنسان. صار صغير الشأن وسلك مسلك الإنسان في إنسانيته.لذلك لا يقال عن يسوع مخلوق بل متصاغر وهذا يعني بتصاغره للإنسانية وتجسده بالجسد لم يلغِ وجوده الأزلي الأبدي السرمدي. (‏يوحنا ١:‏٢،‏ ٣،‏ ١٤ و١٧:‏٥)‏
وكما معترف بجميع العالم بأن الشجرة هي رمز الحياة والمغارة رمز ولادة يسوع، ولكن بالنسبة لي بعدما قرأت الإنجيل وجدت بأن "ابن الإنسان" هو رمز "لإبن الله"، أو "الإنسان" هو رمز "الإله"، والإنسانية هي رمز الألوهية أي صورة الإنسان ومضمونه الإنساني رمز لصورة الإله يسوع وجوهر لاهوته. لذلك يسوع نزل وتجسد في جسد وأخذ صورة "الإنسان" واستخدم لقب "ابن الإنسان" ليوصل وليعبّر عن ذاته الإلهية من خلال الذات الإنسانية، ونحن علينا من الذات الإنسانية أن نعبّر عن الذات الإلهية.
لذلك في العهد القديم كان الله "يتجلّى" للعيان في صورة إنسان من ثم يختفي. ولكن في العهد الجديد أُنزِل في أحشاء مريم العذراء وتجسد في الجسد، فلم يكن ظهوراً بل تجسداً وتأنساً (متى1|23).
لذلك يسوع تصاغر واتخذ صورة إنسان ولقب نفسه "بابن الإنسان" وهذا لكي نفهم بأن الإنسان رمزٌ للألوهية.
لست بحاجة أن أبرهن عن ألوهيته لأنه تكلم عنها مفصلاً بل بحاجة لأوضح وأبرهن لكم باختصار بأنه جاء يؤكد لنا بأن الإنسان بإنسانيته هو رمز للإله بألوهيته.
فأتمنى أن تكونوا فهمتم أن"ابن الإنسان" يكون من خلال الإنسانية في الطبيعة البشرية ليكون رمزٌ للإله يسوع في الطبيعة الألوهية.
صحيح عيد الميلاد ليسوع الذي هو "ابن الله" ولكن هو أيضاً لذكرى خلق صورة الإنسان بإنسانيته، وإلا لم يسوع أخذ صورة الإنسان ولقب نفسه بـِ "ابن الإنسان"؟!! هذا لكي يجدد ذكرى استحضارها في اذهاننا واسترجاعها بعد نسياننا بأننا "ابناء الإنسان". لذلك عيد الميلاد هو لإبن الله الذي أخذ صورة "إنسان". فإذاً،هذا عيد " ابن الإنسان" الذي هو رمزٌ للألوهية!!
حقاً

تصاغر الله في صورة إنسان، لكي يجدّد ذكرى خلقنا ويكشف لنا على سر لاهوته في الإنسانية فنعرف بأنها رمزٌ للألوهية.
مرسالله


Wednesday, November 15, 2017

من كتاب مرسالله: إلى ماما مريم أم يسوع


 امي الإلهة:

 لم الله خلقنا اطفال ثم نكبر،لمَ لم يخلقنا كباراً من دون أن يكون لنا دور في الطفولة؟! لما كنا بحاجة لأم تحضننا ولا لأب يحمينا؟!!
ولكني عرفت أنني لو لم أكن طفلة لما كان لي أم تحضنني، وتدلعني وتضمني.. ولا أب يحميني، وكنت يتيمة من الحنان، والرأفة والحب...والرحمة.

أمي غير عن كل الأمهات:
مستحيل أن تشرق الشمس وما تضوّي 
ومستحيل أن تشرق صورتك ورسائلك وما تنوري.
حضنتني في طفولتي، ورافقتني في شبابي، غمرتني بشرائع مواهبها الروحية وعلمتني أموراً إنسانية.
فرّحتني بعطائها، وزودتني بتعاليم إلهية لتتبعها النفوس البشرية.
بطرقها وأساليبها الروحية، روتني بأمورها اللاهوتية وثبتتني ابنتها الأزلية.
علّمتني أن لا أسألها العطف عليَّ، لأن صلابتها وصرامتها تجعلني شابة وقوية.
من ثم نظرت إليّ وقالت: اذهبي يا ابنتي إلى عملك، الحياة لكِ، لا تلتفتي إلى الوراء، إلاّ لتري مَن يتبعك بحرية ومن دون قيد وتقاليد وهمية!
بدأت بالعمل يومياً وكلما أحسست بحاجة إلى دفئها ولمرافقتها في محاضراتي عن الأمور الروحية.
أحسّ بأنها تواسيني وتشجعني لأكمل مسيرتي الرسولية.
أخذت أسعى وأناضل لأحرّك النفوس البشرية لترجع إلى الحياة الروحية.
نجحت في توصيل أمومة وبنوة شرائع المواهب الروحية، واخبرتهم عن حرية النفس وشجعتهم على الخروج من الطائفية.
فتهجم الناس عليّ وشنّوا حروباً واتهموني بالمشعوذة التي تحرّض النفوس على الإنفتاح ليتركوا العبودية.
ومع مرور الزمن أثبتت من وجودي الإنساني الوجود الإلهي، لأني تكلمت عن الوحدة الإنسانية للنفوس البشرية.
وبدأت مرحلة الفكر والعقلانية فكانت بداية لحياتي الإستقصائية، لأبرهن  للنفوس البشرية أن الجهل أفقدَكم حسّ الإنسانية.
أسست عائلة تعرف بأن الهيكل رمز للبداية الملكوتية.  
وهكذا علّمت صغاراً وكباراً ان العبادة لله تكون بالفهم والإنفتاح وتكوين الشخصية الكونية.
وأوصلت وصية أمي التي دعتني ابني كنيسة من النفوس البشرية وليس من الأحجار والذهب والماس والمقاعد الخشبية.

أمي غير عن كل الأمهات:
علمتني أن أخلق حياةً تخصني لكي تكون لي حياة أزلية.
علمتني بأن أحب جميع الناس بالتساوي لأن الذي يجرح يكون متألماً والذي يحترم يكون متأنياً.
علّمتني أن لا أبني قبوراً للجثث بل هياكلٍ للأحياء.
علمتني بأن الإنسانية تبنى على الأخلاق والقيم وليس على بناء من الأحجار.
علمتني أن الحياة لا تطلب مني العبودية بل تطلب مني الحرية والإستقلالية في الحياة الشخصية.
علمتني أن لا أكون طائفية وأفسد أموري الحياتية في التبعية لتقاليد وعقائد تكون ضد الحياة الإنسانية.
علمتني أن اسعى جاهدة للتوعية الذاتية لدى النفوس المنجرفة اخلاقياً.
علمتني أن أكتب عن حبي للفنون، وأن افرح مع الطيور وأطير مثل الفراشات في الحقول.
علمتني أن أكون سماء على الأرض وأن أكون ارضاً في السماء.
علمتني أن الليل ليس ظلاماً بل أمان واستعداد ليوم جديد.
واوصتني أن في 16 تشرين الثاني 2002 يكون ذكرى لبداية رسالتها.

ابنتك غير عن كل الأولاد إلى أمي التي هي غير عن كل الأمهات.
ابنتك تممت وطبقت المسيرة الرسولية، عن أمومة وبنوة شرائع المواهب الروحية، والآن أقدم لكِ مسيرة الوحدة الإنسانية بحسب النظام الكوني.
لا أقبل أن أقدم لك هدية مادية فساتين واكسسوارات وروائح عطرية، وهذا لأنك زينة الحياة الأزلية.
لا أقدر أن أتمنى لك الحب، والسعادة والصحة والعناية والتحمل والصبر والحياة الجميلة لأنك كمال الجمال،وأيقونة للتبارك الأبدية.
لا أقبل أن أقدم لك شمعة ووردة جورية... لأنك الحياة وكامل الحرية.
اعتقدت لكي تبقي تحبيني أنه يجب علي ابقى بقربك تحضنيني، ولكني فهمت، صحيح إني لست بقربك وهذا لأني في قلبكِ.
أقول هذا للذين أن لديهم فكرة خاطئة عن الأم لديهم فكرة خاطئة عن الحب الأمومي.
كل كوناً وأنت بدايتي، كل حاضر وأنت مستقبلي، كل زمن وأنت دهري، كل فكرة وأنت كلمتي. 
ما أحب إليّ أن تعرفوا بأني أحببت الجميع بحرية من دون ضغط ولا طائفية ولا الإسم على الهوية بل احببتكم لأنكم مخلوقون من الألوهية.
ما أحب إلي أن تعرفوا بأن علاقة الأم بابنتها لم تتوقف يوماً وهذا لأن الإتصال ليس جسدياً بل روحي.
اقبلي مني هذه الهدية يا أمي التي غير عن كل الأمهات:
قدمت لي حياة فخلقت منها حياةً يقودها عقلي وفكري
عن ماهية الوحدة الإلهية في الإنسانية.
لك فائق الإحترام يا امي الإلهة.


مرسالله




Monday, April 24, 2017

من كتاب مرسالله: خلّص وغفر... للنفوس دون أن يُصلب، إذاً، لمَ صُلب؟


خلّص وغفر... للنفوس دون أن يُصلب، إذاً، لمَ صُلب؟

هل الله صلب ابنه من أجل أن يكفّر عن أخطائنا؟!!

لو7/22) فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُماَ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ. 23وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».
أفلم تكن هذه الأعمال والتعاليم كافية لخلاص النفوس؟ إذاً، لم تألم وهو علّمنا الشفاء من آلامنا، لمَ صلب وتألم من أجل أن يخلصنا من أخطائنا وهو علّمنا الندم والتوبة والتسامح؟ لم أهين وضرب وجلد وهو علّمنا(مت 26: 52)لان كل الذين ياخذون السيف بالسيف يهلكون! لو22|50)50وَضَرَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ الْيُمْنَى. 51فَأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ:«دَعُوا إِلَي هذَا!» وَلَمَسَ أُذْنَهُ وَأَبْرَأَهَا.
خلّص وغفر... للنفوس دون أن يُصلب، إذاً، لمَ صُلب؟
سمعت وأسمع كثيرين يقولون: مع صليبك يا يسوع وهذا عندما لا يجدون منفذاً لخلاصهم من الألم والظلم... يستسلمون لكل تلك المذلّة ويعتبرون بأنهم يحملون ويشاركون يسوع آلامه، من ثم يعاتبونه على عدم اكتراثه لهم.
لماذا صلب؟ ويسوع علّمكم كيف تدخلون ملكوت الله بفرح من خلال تعاليمه.
لماذا صلب؟ ويسوع دلّكم الطريق والمنافذ لإنقاذ نفوسكم؟
لماذا صلب؟ وهو شفى الْعُمْيَان، والعرج، والبرص والصم، وأقام الموتى، وعلّم البشارة عن ملكوت الله.  فهل لصلبه على الصليب قيمة أكثر مما قاله وعمله وعلّمه وهو خارجه؟!!! ولماذا اللهه مشيئته في صلب ابنه على الصليب لكي يكفّر عن أخطائنا، أليس بمقدور الله أن يخلّصنا من دون موت ابنه على الصليب؟!!!! ولماذا يعتبر الصليب خشبة خلاص تحمّلونه المعنى الأكبر، وليس ليسوع الذي كان يعلّم في وسط البشرية؟!وهل مشيئة الله أن يقتل ابنه وهو الذي قال، لا تقتل ولا تزنِ ولا تشهد بالزور...؟!!! وإذا كان بهذه الطريقة ينقذ البشرية من الخطيئة، فلم لم يكن الرسل هم من صلبوا يسوع؟!!! وإذا بالموت على الصليب يتمّ خلاص النفوس من الخطيئة فأي معنى يعود لتعاليمه وأعماله؟ والذي ينهي حياة الآخرين بالقتل ألا يعد مجرماً؟ وهل الله لم يجد طريقة لخلاص النفوس سوى بصلب ابنه على الصليب على أيدي الخطأة؟! وكأن الله تواطأ مع الخطأة لصلب ابنه؟!! وهل يسوع الذي خلّص النفوس من الخطيئة نبادره بالجلد، والإزلال، والحقد، والضرب، والظلم... نكافئه بالصلب؟!!
كفّوا عن استغفال النفوس بحجة أن الله ألحق الأذى بأبنه لكي يخلّصكم ويكفّر عن أخطائكم؟ فأنتم بذلك لم تستغلوا النفوس فقط بل استغليتم الله لمصلحتكم وغاياتكم الخاصة.
لا يعني عدم تدخل الله في منع هذه الكأس عن ابنه بأن هذه هي مشيئته، ولو كان الصلب هو مشيئة الله فلم قال: مت 27: 46) «ايلي ايلي لما شبقتني» (اي: الهي الهي لماذا تركتني؟)
ولا يعني بأن يسوع كان موافقاً على أفعالهم، وإلا لما كان قد قال: متى26|42)يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس،(45) هوذا الساعة قد اقتربت وابن الانسان يسلم الى ايدي الخطاة.لو 23: 34) فقال يسوع: «يا ابتاه اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون». لو23|46) «يا ابتاه في يديك استودع روحي.
إذاً لم صُلب؟!! 
هل افهم أنه لولا تآمر الخطأة على صلب يسوع لما كان تمّ الفداء لخلاص النفوس، هل للخطأة أهمية؟ ولماذا تعتقدون بأن يسوع حمل أخطاءكم على الصليب، وليس عندما كان يبشر؟ ألم يرفض الخطيئة وينقضها، ومن ثم شفاهم من معتقداتهم ألوهمية وبلسمهم، وطبّبهم حيث أخرجهم من الظلمات إلى النور.
فأنتم لم تجدفوا فقط على عظمة الله بل أيضاً انتهكتم عدالته ورحمته، وكأن الله ليس لديه القدرة على حلول مشاكلكم وأخطائكم إلا بقتل وصلب ابنه.  
الخطأة اعدوا له محكمة زور بينما هو اعدّ محكمة عادلة.
البسوه ثوباً بالياً وهو لابس ثوباً ألوهياً.
ضربوه بالسوط وجلدوه وهو نور للأمم.
حملوّه الصليب وهو حامل الفرح والشفاء والملكوت.
وضعوا اكليلاً من شوك على رأسه وهو هالة وملك بالمجد والكرامة والقداسة والألوهية.
صلبوه على خشبة ليموت وهو قام ليكمّل ما بدأه بالحياة.  
أشربّوه خلّاً وهو روانا من ماء الحياة.
رسموا له طريق الجلجلة وهو رسم لنا طريق الملكوت.
ولكن رغم كل هذا لم يقدروا على قتله، وهذه الآية تثبت بأن قرار حياته يعود له،عندما قال (لو23|46) «يا ابتاه في يديك استودع روحي». ولما قال هذا اسلم الروح.وروحه أمانة يستردها وقت ما يشاء. لذلك اعتقد الخطأة أن بموته على الصليب يتخلّصون منه وينهون حياته على الأرض، فاتضح بأن يسوع لا يموتإن خطيئة نفس الإنسان لا تؤذي الله بل تؤذي ذاتها.
 لذلك، رقد جسده الترابي وانخطف جسده النوراني إلى الله الآب إلى أن نزل من الصليب وعندما وضعوا جسده الترابي في القبر عاد إليه الجسد النوراني وقام. اما الروح فنشيط واما الجسد فضعيف.
ولماذا تقولون: بأن الصليب الذي صلب عليه هو خشبة خلاص وليس يسوع؟! لم فهل الخشبة خلّصتكم وخلّصت يسوع؟ فهل الله أعدّ الخشبة للخلاص أو ارسل ابنه ليخلّصكم من الجهل للمعرفة. 
إذاً لو هذه مشيئة الله بصلب ابنه فلم قال يسوع: (لو 22: 53) وَلكِنَّ هذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلْمَةِ»
فهذا يعني من هذا الوقت بالتحديد توقف يسوع عن أعماله وبدأت أفعالهم السيئة، أخذوه إلى المجمع وحكموا عليه وصلبوه... هذا كله ليس من الله بل منهم.
22قَائِلاً:«إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيرًا، وَيُرْفَضُ مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ».
فهل يمكن أن يجعل الله لابنه حاقدين وحاسدين وظالمين وقتلة من أجل أن يصلب ابنه ليكفّر عن النفوس؟!!! وهل باعتقادكم الله يعالج الخطيئة بخطيئة أكبر من خلال الخطأة؟! ولكن هذه الآية تبرهن بأن يسوع كان يعرف مكرهم وخداعهم وبأنهم يحاولون امساكه ليقتلوه،لذلك قال:"سأقوم".متى10/28) ولا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر ان يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم.
إذاً،ماذا كان يقصد يسوع:  27وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.
ومن المؤكد أن الصليب الذي يقصد به يسوع ليس الذي صلبوه عليه بل كان يقصد شخصيتكم أي نفوسكم أن تأتي وراءه وإن لا، فلا تقدرون أن تكونوا له تلاميذاً.ومن يريد أن يكون كشخصية يسوع يجب عليه أن يواجه كل من يعترضه أو يتهمه أو يلاحقه ويهدّده ويتحمل جهلهم وإساءتهم لتوصيل المعرفة عن الملكوت ليخرجهم من الظلمات إلى النور.  
فيسوع لا يمكن أن يدعونا إلى مسيرة الصليب التي حمّله إياها الخطأة في الجلجثة، وإلا يكون يناقض جميع تعاليمه، الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ.... بل دعانا إلى شخصيته التي من خلالها حمّلنا كل تعاليمه الروحية وبهكذا نكون له تلاميذاً.
إذاً الخطأة حولوا شخصية يسوع الفرحة التي من خلالها حمّلنا تعاليمه الروحية إلى صليب وألم، وهذا لكي يبرهنوا للناس بأن جميع خدماته ليست إنسانية ولا إلهية.
لذلك يوجد صليب موت وهو من صنع الخطأة، وتوجد شخصية يسوع الحية وهي من صنع الله.
شخصية يسوع الحية: هي خدماته لنا وهو في وسط الخليقة مبتهجاً فرحاً بعطاءاته وشفاءاته... لهم. وهذا هو طريق الملكوت.
والصليب: هو صلب الخطأة ليسوع عليه وهو في وسط الخليقة حزين متألم مدمم بما اتهموه به. وهذا هو طريق الموت الإجباري.
لو22| 22) ولكن هوذا يد الذي يسلمني هي معي على المائدة. 22 وابن الانسان ماض كما هو محتوم ولكن ويل لذلك الانسان الذي يسلمه».
لماذا سيقول يسوع عن يهوذا ويل لذلك الإنسان، طالما هذه مشيئة الله في صلبه؟!!!
إذا،إن شخصية يسوع هي خدمته الإنسانية والإلهية للنفوس البشرية، أما صليب الخطأة فهو لخدمتهم للتخلّص من يسوع وأعماله الإنسانية والإلهية. 
لذلك، ما أتمنى منكم أن تفهموه بأن الألم والصلب والقتل والإهانة... لم يكونوا يوماً خلاصاً لكم وإلا لمَ تطلبون الخلاص منهم؟!وإذا كنتم تعتبرون أن يسوع مات على الصليب من أجل أن يكفّر عن أخطائكم فلماذا لليوم تخطئون وتعترفون بخطيئتكم؟ ألم يقدم يسوع ذاته ذبيحة مرة واحدة وهي كافية لكي تخلّصكم من ذنوبكم؟!!!   
فهل صار لصليب الكهنة الذي وضعوا عليه يسوع المعنى الأكبر للخلاص ونسوا تعاليم يسوع وشفاءاته...التي هي المعنى الأكبر لوجوده.
لماذا سيرضخ الله لأوامر وأحكام البشر لكي يبرئ النفوس من الخطيئة، ولماذا سيتآمر الله مع الخطأة ضد ابنه لقتله، فتكون خطيئته أكبر من الخطأة؟!!
ولماذا يجب على يسوع أن يموت لكي نعرف بأنها توجد قيامة، طالما رأوه يقيم العازر من القبر؟!
إذا أنا ببشريتي لا أقبل أن يكون إلهي مذلولاً ومهاناً من أجل أن يكفّر عن خطيئتي، فكيف إذاً الله؟
فهل يعقل أن الله يحاسب يسوع على أخطائنا، وهو الذي قال: في حزقيال(18/20)الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ.
إن فكرة الاستعاضة أو التضحية النيابية فكرة غير منطقية ولا معنى لها وهي أشبه بشخص يحطم كل مبادئه، وأفكاره وأعماله من أجل ارضاء النفوس الخاطئة. فهل يمكن الله أن يتراجع عن عدالته من أجل ارضاء النفوس الجاهلة، طالما يعرف أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون؟  
الألم والصلب والإهانة ليسوا رموزاً للحياة بل يسوع وخدماته لنا رمز للحياة.
لذلك لو كان هذا الصليب الذي صلب عليه رمزاً للخلاص لكانوا كلهم مشوا خلفه، ولكن البعض هربوا، والبعض تخفوا، واختبأوا والبعض تجاهلوه، والبعض  أنكروه، والبعض تجاهل كل ما عمله من أجلهم، والبعض تفرّجوا عليه وبكوا....وكانوا بانتظار أن يخلّص نفسه،لو أن مشيئة الله في أن يصلب ابنه من اجل أن يكفّر عن أخطائهم لما كانوا قالوا له، لو 23: 35وكان الشعب واقفين ينظرون والرؤساء ايضا معهم يسخرون به قائلين: «خلص اخرين فليخلص نفسه ان كان هو المسيح مختار الله».
بل كانوا اندفعوا ودافعوا عنه ومنعوا الجلادين ووقفوا بدربهم وصدّوهم عن الإساءة إليه ليشهدوا على أعماله الخيرة، ولكن للأسف لم يفعلوا. لذلك قال:وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كن يلطمن ايضا وينحن عليه. 28 فالتفت اليهن يسوع وقال: «يا بنات اورشليم لا تبكين علي بل ابكين على انفسكن وعلى اولادكن.
ولكن للأسف لم يرَ يسوع إنساناً واحداً حاول أن يدافع عنه أو يشكره على أعماله الخيّرة أو على الأقل يثور ضد الظالمين لإيقاف هذا الصلب بعدما خلّصهم من أمراضهم، وعللهم....فلماذا إذاً، كان سيجاهد ويناضل لإنقاذ نفسه طالما أن الذين علّمهم وبشرّهم عن ملكوت الله سكتوا وتجاهلوه وأنكروه وتفرجوا عليه؟! حيث أنهم فضلوا الظلمة على النور.
ناضل يسوع من أجل اخراجهم من الظلمة إلى النور، ولكن ماذا فعلت النفوس عندما رأت النور يهان ويذل ويصلب فلم تحاول الدفاع عنه فكيف يخلّص يسوع نفسه وهو أعطاهم كلّ النور.
لذلك إن فكرة الاستعاضة أو التضحية النيابية فكرة غير منطقية ولا معنى لها وهي أشبه بظالم يقضي على المظلوم.
ليس من المعقول أن يطلب الله ثمناً ليغفر للخطأة.
إذا ليس الذي قرر الحكم على يسوع بالصلب هو الخاطئ والفاسد فقط بل أيضاً الذين هتفوا وشجعوا وحرضوا وتواطأوا على هذا كله، يكونون الخطأة، والذي شاهد الظلم أيضاً وسكت ولم يطالب بإيقافه ومقاومته.نعم،إنهم  قبلوا اللّص ورفضوا يسوع.
فهل لا زلتم تعتقدون بأن كل هذا من تدبير الله؟ فإن الله لا يمكن أن ينتهك عدالته ورحمته.
 لذلك، يقدر الله أن يخلق جسداً جديداً خالياً من كل هذه الضربات والآثار.... لذلك اختار المكان الذي يريده وهو القبر حيث دفن كل ما فعلوه من فساد بحقه وقام جسد ترابي جديد خالٍ من كل هذه الآثار، والوقت هو نهار السبت الذي اعتبره اليهود يوماً لا عمل فيه فكأن يسوع يذكرهم أن هذا اليوم بالذات هو احتفال لجميع خدماته التي قدمها للنفوس البشرية ومحا وأزال طريق الجلجثة لأن هذه  ليست من ضمن مسيرته الروحية.لذلك قال إن جئت مرة أخرى فهل سأرى إيماناً.
إذاً يسوع لم يأتِ ليحمل أخطاءنا بل حمل معرفة ملكوت الله لنا لتكون منقذاً وخلاصاً لجهلنا عنها.فلا يمكن أن يحاسب يسوع على أخطاء لم يرتكبها أو جرم لم يقترفه... وبذلك يبقى المجرم مجرماً والسارق سارقاً والفاسد فاسداً، طالما لا يوجد من يحاسبهم عن اخطائهم! وبذلك لا يعودون يعرفون الندم والتوبة طالما يوجد من يحاسب عنهم؟ لذلك لا يغفر الله عن الجاهل وعديم التمييز والذي لا يتسامح مع ذاته ويصفح عنها هل من المعقول أن الله يغفر لشخص لا يعتبر نفسه بأنها خاطئة،كالذين اذلّوا وأهانوا وصلبوا يسوع؟!! أليس يسوع هو الذي علّمكم أن تصلوا وتطلبوا السماح قائلين: وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا ! ( متى 6/ 12)
إذاً، لماذا صلب يسوع وهو علّم وقال: عند الخطأ تسامحوا وتصافحوا مع نفوسكم فيصفح لكم، فبذلك تخلصون.

فهل من المعقول أن الله يفضّل تبرئة لص وسارق على ابنه لكي يكون الظلم أقوى من الخير؟!!فهل ما زلتم تعتقدون بأن صلب يسوع هو مشيئة الله؟
وَابْتَدَأَ يَقُولُ لِلشَّعْبِ هذَا الْمَثَلَ:«إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْمًا وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ زَمَانًا طَوِيلاً. 10وَفِي الْوَقْتِ أَرْسَلَ إِلَى الْكَرَّامِينَ عَبْدًا لِكَيْ يُعْطُوهُ مِنْ ثَمَرِ الْكَرْمِ، فَجَلَدَهُ الْكَرَّامُونَ، وَأَرْسَلُوهُ فَارِغًا. 11فَعَادَ وَأَرْسَلَ عَبْدًا آخَرَ، فَجَلَدُوا ذلِكَ أَيْضًا وَأَهَانُوهُ، وَأَرْسَلُوهُ فَارِغًا. 12ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ ثَالِثًا، فَجَرَّحُوا هذَا أَيْضًا وَأَخْرَجُوهُ. 13فَقَالَ صَاحِبُ الْكَرْمِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ أُرْسِلُ ابْنِي الْحَبِيبَ، لَعَلَّهُمْ إِذَا رَأَوْهُ يَهَابُونَ! 14فَلَمَّا رَآهُ الْكَرَّامُونَ تَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: هذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ لِكَيْ يَصِيرَ لَنَا الْمِيرَاثُ! 15فَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَاذَا يَفْعَلُ بِهِمْ صَاحِبُ الْكَرْمِ؟ 16يَأْتِي وَيُهْلِكُ هؤُلاَءِ الْكَرَّامِينَ وَيُعْطِي الْكَرْمَ لآخَرِينَ». فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا:«حَاشَا!» 17فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ:«إِذًا مَا هُوَ هذَا الْمَكْتُوبُ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ 18كُلُّ مَنْ يَسْقُطُ عَلَى ذلِكَ الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ!» 19فَطَلَبَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ أَنْ يُلْقُوا الأَيَادِيَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ، وَلكِنَّهُمْ خَافُوا الشَّعْبَ، لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ هذَا الْمَثَلَ عَلَيْهِمْ.

كم أنتم تجهلون طريق ملكوت الله:
لماذا تقولون أنكم ذاهبون لكي تحضروا جنّاز المسيح أو تحضرون آلام المسيح أو تجنّزوا المسيح أو دفن المسيح؟!!! أليس الجنّاز يعني الصلاة على الميت بعد مدة على وفاته؟ لماذا تمشون في جنازة المسيح وهو حقاً حي ولم يمت؟! ولم تلبسون الأسود عليه طالما هو قام؟ لذلك ما أتمناه منكم إن كنتم تؤمنون بأن يسوع إلهكم، أن تفهموا بأن هذه ليست ذكرى مسيرة يسوع بل ذكرى الخطأة والفاسدين والذي فعلوه به؟! لانه ان كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس؟».
بالنسبة لي يسوع هو إلهي، وإلهي لم يمت على الصليب بل انخطف جسده النوراني من جسده الترابي إلى أن أصبح في القبر رجع جسده النوراني إلى جسده الترابي فقام وهذا لأن جسده النوراني لا يموت وجسده الترابي كان في رقاد. "يسوع حي حقاً حي".
هذه الفترة المؤلمة لا أريد أن أذكرها لأن يسوع قال: أنا الطريق والحق والحياة وليس طريق الكذب والموت.
فإن، حق الله علينا بالحياة وليس حق البشر بالموت لله.
فأي منطق هذا عندما اعرف بأن النفوس قادرة على قتل من خلقها.
الحق ليس ببطلانه وبكتمانه والغائه وبطمسه بل باظهاره وتبيانه وتوضيحه... لذلك يسوع كشف طريق الحق للحياة وهم  طمسوه وكتموه... بآلامه وصلبه على الصليب ولكنه رجع وأظهرها في قيامة جسده الترابي.
11 اما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجا تبكي. وفيما هي تبكي انحنت الى القبر، 12 فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدا عند الراس والاخر عند الرجلين، حيث كان جسد يسوع موضوعا. 13 فقالا لها:«يا امراة، لماذا تبكين؟» قالت لهما:«انهم اخذوا سيدي، ولست اعلم اين وضعوه!». 14 ولما قالت هذا التفتت الى الوراء، فنظرت يسوع واقفا، ولم تعلم انه يسوع. 15 قال لها يسوع:«يا امراة، لماذا تبكين؟ من تطلبين؟» فظنت تلك انه البستاني، فقالت له:«يا سيد، ان كنت انت قد حملته فقل لي اين وضعته، وانا اخذه».
لذلك يسوع ظهر للكثير من الناس لا ليقول لهم: قمت من الموت بل ليقول: بأن الموت لم يقدر عليّ.  
لا تتوهوا عن طريق الحق والحياة التي وهبها يسوع وتصدقوا طريقاً مغايراً لطريق الملكوت.
لقد رسموا طريق الجلجثة لله التي هي ضد طريق الملكوت.
فلا يمكن أن يرسموا طريقاً لله بل الله رسم طريقه رغم رفضهم له. 

نعم، إن هذه النفوس رسمته وخلقته وآمنت بإلهها الذي يشبه تطلعاتها وآراءها وأفعالها ومعتقداتها وطوائفها....، ورفضت الذي خلقها ولم تؤمن بالذي يشبه تطلعاته وآرائه وأفكاره وأعماله وشرائع أحكامه. 




                                                                                                                                      مرسالله