Saturday, October 15, 2016

من كتاب مرسالله: حقوق الإنسان


حقوق الإنسان 





حين يتم الادراك أن  الانسان خليفة الله، يصبح لحقوقه ومسؤولياته ،علاقاته وأدواره معنىً آخر أكثر أهمية مما يعتقده بالمسؤوليات التي يمارسها. ان حقوقه الأساسية، ابتداء من حقه في الحياة الى حرية التعبير التي وهبها له الله. 
ليست حقوق الإنسان منحة من رئيس أو حاكم، ليست قراراً صادراً عن سلطة طائفية أو منظمة دولية، إنما هي حقوق ملزِمة  بحكم مصدرها الإلهي، لا تقبل الحذف ولا النسخ ولا التعطيل، ولا يُسمح بالاعتداء عليها، ولا يجوز التنازل عنها.
انها تتيح للانسان  الاستمتاع بنعم خالقه، وأن يكون باراً بالإنسانية التي تمثل بالنسبة له خلق كيانه، يشده إليها إحساس واع بوحدة الأصل الإنساني، التي تنشىء رحماً موصولاً بين جميع الأفكار.
ومن أفكارك تولد حريتك ولا يجب أن تسلب هذه القدسية منك، ولا يجب أن يعتدي عليها أحد .
عندها من ثمار أفكارك تكون أو لا تكون
لذلك حقوق الإنسان تنبع من داخله وله حقوقه في حرية كيفية الحياة، وهذه الحرية مقدسة ولا يجب المسّ بها من قبل أي قانون، وعندما تتعدى الحرية اطار مفهومية الإنسانية فلن تعود حينها حرية.
لذلك، خلق الله الإنسان حرَّ التفكير، ليكوّن شخصيته الخاصة به، وإن خطئت نفس الإنسان ،من ناحية تكوين النظام الكوني لها، فبإمكانها أن تلجأ إلى إنسانيتها، فإذاً، لديها حق اللجوء.
وكما ترك الله لك حرية أن تشتهي من الحياة ما  يتناسب مع تكوين شخصيتك، فمن ضمن حقوقك ، أن تشتهي وتختار العمل الذي تريده، مثلا المواهب التي تريدها، والمأكولات ، والمكان ، والمهنة التي تريد...عندها تطبقها تلبس الزي النوراني الذي اخترته. لنقل انك قد اخترت الهندسة مهنة لك ،فتكون قد اخترت اسمك المنسوب لها ولأعمالها.
الله قرر خلقك بقرار منه، وذويك قرروا إسمكَ ،ولكن بقرار منكَ ترجع لتخلق من إنسانيتك إسمك المهني ،وأعمالك ومواهبك... أي شخصيتكَ. هذه  هي حقوق الإنسان. 
نعم الله قرر خلقكم وأنتم لديكم حرية خلق شخصية لكم. وهذه أيضاً من ضمن حقوقكم الشخصية الإنسانية. 
ان ،كل شخص ينجح ،بحسب اختياره لتكوينه الخاص، ممكن أن تنجح في الهندسة ورفيقك في العلوم. فهذا لا يعني بأنك ناجح ورفيقك لا أو بالعكس، لأن كل شخص منكم يكمّل الآخر من حيث المشاركة والتعاون .. لأنكم سلسلة متواصلة لا تتجزّأ من التكوين. وهذه من حقوقكم...
إذاً، لم برأيكم خلق الله لكم الحرية؟!! 
لأنه بذلك بإمكانكم أن تختاروا من تكوينه شخصيةً خاصةً بكم. 
أما عندما تقومون بما يفرضه عليكم آباؤكم وتقاليدهم ،عقائدهم وطوائفهم... من دون أن ترجعوا إلى أفكاركم لكي يكون لها ثمارها الخاصة بكم، فبذلك أنتم نبتة لا ثمار لها ، إذا أنتم امتنعتم عن الحرية الفكرية وأمتنعتم عن تأدية دوركم في الحياة الخاصة بكم.
لذلك عندما يكون لديك فكر خاص بك يشبهك، تكون حرّاً وليس أسيراً لأن مصدر الحرية ليس من الجسد بل من الفكر. 
عندما شخص ما يقتل، أو يسرق... يحاسبه القانون على جرمه، حيث انه يمنع جسده من الحرية ،فيسجن، لكي لا يستمر بالخطأ وتعريض نفسه للأسوأ ،اما بالنسبة اليه فالإمتناع عن حرية الجسد هو أصعب عقاب.
وهذا الشخص أخلّ بحقوقه الإنسانية فحوسب عليها. ولكن هذه المحاسبة لم تأتِ بنتيجة ، لأن المجرم لن يصطلح وإن اصطلح فإن المجتمع لن يتقبله لأنه دخل 
السجن بسبب جرم اقترفه وبسبب المجتمع الذي لا يتقبله يصبح حاقداً وكارهاً... 
إن مرضتم  ألا تذهبون إلى الطبيب، وهو يحولكم إلى المستشفى؟ اذا هذا ما يجب القيام به :إن قتلوا يجب أن يحولوهم إلى المعاجلة من القتل من خلال التعاليم الأخلاقية والأعمال الترفيهية...   لأنهم منعوا عنهم حقوقهم الإنسانية ويجب  عليهم أن يعيدوها لهم . اي اعادة تأهيلهم ليعودوا الى ممارسة حياتهم الطبيعية.
إذا من الممكن أن تمتنع أنت بذاتك عن حقوقك الإنسانية ومن الممكن أن يمنعك عنها أحد آخر.
المخلوق البشري أولاً هو مخلوق ذو فكر: يرغب باختيار اهداف خاصة به حيث يعتمد أساليباً وطرقاً لتحقيقها ، وان لم يجدها مناسبة ممكن ان يغيّر في الاسلوب حول  الحياة الجيدة ،ربما يرغب في التطور من خلال المشاركة في برمجة اهتماماته الاجتماعية .إضافة لذلك، فالإنسان معرّض للمّس بجسمه وعقله، يمكن لجسمه أن يتعرض للمرض أو الإصابة، ويمكن لعقله أن يمرض أو يتعرض للإهانة. مسٌ بحقوق الإنسان يتبعه مسٌ بالمشاعر وبإحساس "غير منصف" بحيث تصبح مصدرًا للغضب والخصام.
لذلك ليس فقط المسجونون مجرمين بحق الإنسانية بل يوجد الكثير منهم خارج السجن.  
القاضي يحكم على الشخص بحسب جرمه ولكن لا يدافع عن حقوقه الإنسانية. 
إذاً المجتمع لم يكتفِ بسلب وجودكم بل أيضاً وسلب الأرض وملكها وسلبوا من النفوس التفكير بتكوين شخصيتها، بالمال وبالسلطة.  
والذي ليس لديه مالاً لكي يبيع ويشتري سمّوه فقيراً، مع أن الله قال :
تكوين1:" وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملاوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الارض. 29وقال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا.لكم يكون طعاما. 30 ولكل حيوان الارض وكل طير السماء وكل دبابة على الارض فيها نفس حية اعطيت كل عشب اخضر طعاما.وكان كذلك."
ولأن أصبح لا يمكنك التمتع، والعيش... بخيرات الله إلا من خلال المال والسلطة أما الذي لا يملك مالاً ولا سلطة  لا يتمتع بوجوده الإنساني.  
فإذاً، الفقير أصبح محتاجاً، أين هي حقوقه الإنسانية التي وهبها الله له بأن يتمتع ويعيش من خيراته؟!! 
إذا الذين يملكون المال ملكوا من أرض الله ، والذين يملكون السلطة ملكوا نفوس الناس.
إذا أصحاب المال والسلطة تقاسما الأملاك. 
وهكذا أصبح الذي ليس له مكان مجّاني على الأرض يسمى بالفقير، ولا يقدر أن يأكل ويشرب ويعتاش إلا من خلال المال والسلطة، فأصبحت رغباته مستعبدة لهما.
يا أصحاب الأموال والسلطة ألا تعرفون بأنكم سبب الفقر والعوز...؟! نعم، أنتم سلبتم كل ما هو لله وكل مخلوق على الأرض له الحرية في التمتع بخيرات وطبيعة الله.  
تحاسبون الفقير ان مدّ يده إلى شجرة التين ليأكل منها ، اولأنه شرب من ينبوع ماء... وهو حقٌ له، هذه حريته المكتسبة من الله، ولا تحاسبون مَن سرق من الفقير الأراضي، والطبيعة، وشاطئ البحر ،بإسم المال والسلطة؟!!! 
أنا أعرف بأنكم لا تعتبرون أن الذي يشتري الأراضي بالمال هو سارق ،بينما أنا بالعكس اعتبره سارقاً لأنه مَلَكَ المال من أجل إهلاك الناس لكي يصيروا فقراء ومحتاجين.
إن لم يوجد مع الفقير مال، فلا يحق له أن يمدّ يده ليأكل من شجر الرب....بينما بالمال والسلطة تحصل على أي شيء تريده، أين حقوق الإنسان المكتسبة من الله؟!!
هل أصبح كل ما خلقه الله يباع ويشترى بواسطة المال والسلطة؟ وأصبح المال والسلطة اللّهكم.
لذلك اليوم أنتم لا تصلون لله الذي خلق الكون ،بل لأصحاب المال والسلطة. ولكن بالنهاية المال والسلطة يزولان وتبقى الإنسانية.
كلٌ منكم سرق ولكن البعض سرقوا النفوس من إنسانيتهم ،والبعض سرقوا املاك الله بأموالهم.
يجب على كل دولة تحب مواطنيها أن تترك لهم أمكنة عامة مثل الكروم والينابيع... ليستفيدوا ويتمتعوا بها.
لذلك حقوق الإنسان وجدت في كل مخلوق على وجه الأرض ،والله أعطى لكل مخلوق أن يتمتع ويعيش من خيراته على الأرض. فلم يشرّع الله المال وسيلة لكي تملك ،ولا السلطة لكي تستبد وتسيطر على عقول الناس.
ولم يكن يوجد مخلوق فقير يسرق ليأكل ،وغني ليملك لكي لا يأكل الفقير، إذا، بسبب المال والسلطة أصبح يوجد غني وفقير ومحتاج، ومعوز...
فما أتمناه منكم أن تكونوا كمثال الله ممكن أن تملكوا وتكون أملاككم هي لكل محتاج ويلبي حاجته بها ويعمل من أجل استمرار هذه الملكية للجميع.
أخي، إذا كنت تملك بستاناً فكن مثل الله دع الكل يأكل منه الغني والفقير ستلاحظ بأن الغني يمرّ من جنبه ولا يحتاجه بينما الفقير يحتاجه، لذلك سيهتم به، سيفلحه ويزرعه ويسقيه... بالرغم من أنه يعرف أنه لا يملكه ولكنه يعرف بأنه مصدر لحقوقه الإنسانية.
عندها ،لم يعد هناك فقير ليسرق بل ليهتم ويزرع ويحمي، فلا يعود يوجد فقيرٌ ومحتاجٌ بالرغم من أنه لا يملك البستان ،بل يملك المسؤولية والحفاظ والإدارة عليه....لأن الغني بالمال ملك البستان بأمواله أما الفقير فملكه بإنسانيته.
مرقس 12:  13- 17
ثم ارسلوا اليه قوما من الفريسيين والهيرودسيين لكي يصطادوه بكلمة14 فلما جاءوا قالوا له: «يا معلم نعلم انك صادق ولا تبالي باحد لانك لا تنظر الى وجوه الناس بل بالحق تعلم طريق الله. ايجوز ان تعطى جزية لقيصر ام لا؟ نعطي ام لا نعطي؟» 15 فعلم رياءهم وقال لهم: «لماذا تجربونني؟ ايتوني بدينار لانظره» 16فاتوا به . فقال لهم: «لمن هذه الصورة والكتابة؟» فقالوا له: «لقيصر». 17 فاجاب يسوع: «اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله». فتعجبوا منه.
أنا شخصية ،أتكلم بحسب الفكر الذي نظّم النظام الكوني ،وليس بحسب النظام الذي ابدعته النفوس البشرية.
أنا شخصية ،عندما تجوع تقطف من إنسانيتها ،فلا يقال عنها سارقة ،بل إنها تبني شخصيتها.  
أنا شخصية ،عندما ابني شخصيتي ،أجعل الكل يستفيدون منها ،فلا أقول عنهم سارقين بل مهتمين ومحافظين... 
بهكذا اكون حافظت على حقوقي الإنسانية وجعلت الآخرين يحمون نفوسهم بها. 
إذا، الذي لا يعرف كيف يحمي نفسه فكيف يحمي ويطالب بحقوقه الإنسانية؟
والذي يحمي حقوقه الإنسانية ويعيشها ويطبقها كحق عليه فيستحق عندها أن يحمي الطبيعة ومنها الشجر لكي تبقى العصافير تزورنا وتزقزق على غصونها، والورود لكي يبقى النحل يعطينا العسل، والعشب لكي تبقى الأبقار ترعى وتعطينا حليباً...وكل هذا حفظه لنا الله فلم نكن يوماً فقراء ولا محتاجين إلا عندما حرمونا من كل ما هو جميل من خلال المال والسلطة.
إذا كل شخص هو محكمة وهذه المحكمة لديها محامٍ وقاضٍ. القاضي هو الفكر ،والمحامي هو الضمير ،والعقل هو مدبّر أمور هذه الشخصية.
اليوم كل الناس أصبحوا تحت سيطرة أصحاب الأموال والسلطات. وكل هؤلاء لهم عقائدهم وطقوسهم وتقاليدهم... 
فالله خلق لنا الأخلاق، الحرية، الإنفتاح... ولكن المجتمع وضع حدّا لطرقنا، ومسلكنا، وانتماءاتنا، وتصرفاتنا... 
عندما وضع أصحاب المال والسلطة مسلكاً في المجتمع جاءت نتيجته على سبيل المثال : عندما سُلب الطفل من حقه في اتخاذ قرار إنتماءاته، وباعوه لرجال الطوائف لقاء مالٍ، هذه هي السلطة والمال. بينما الله خلقه حرّاً لكي يختار طريقه ويكوّن شخصيته مجاناً.
متى18|5) ومن قبل ولدا واحدا مثل هذا باسمي فقد قبلني. 6 ومن اعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر. 7 ويل للعالم من العثرات. فلا بد ان تاتي العثرات ولكن ويل لذلك الانسان الذي به تاتي العثرة
لقد سلبوا حق الانسان في اتخاذ قرار اختياره لشريكته لأنها تنتمي إلى طائفة من غير طائفته بينما الله لم يخلقنا طائفيين بل إنسانيين.
وحتى الذي قرر الزواج فقد سُلب حقه في اتخاذ هذا القرار دون مراجعة رجال الطوائف لأنهم جعلوهم يعتقدون بأن زواجهم يُعتبر باطلاً، وهذه هي السلطة على النفوس، وبعد تحريضهم على هذه الفكرة تأتي سلطة المال. يبيعون ويشترون بهم. بينما الله قال:
متى18|20) واقول لكم ايضا: ان اتفق اثنان منكم على الارض في اي شيء يطلبانه فانه يكون لهما من قبل ابي الذي في السماوات 20 لانه حيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي فهناك اكون في وسطهم».
ومتى6|6) واما انت فمتى صليت فادخل الى مخدعك واغلق بابك وصل الى ابيك الذي في الخفاء. فابوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية،
أنتم تطلبون من الله أن تنجحوا بأعمالكم وعندما تنجحون تطلبون منه البركة على نجاحكم. 
إذا لِم أنتم بحاجة لرجال الطوائف ليزوجوكم ؟ لطالما جعل الله الزواج من ضمن الشرائع التي سنّها على مخلوقاته،
(تكوين127) : 27 فخلق الله الانسان على صورته.على صورة الله خلقه.ذكرا وانثى خلقهم. 28 وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملاوا الارض.
أليست هذه بركة الله ؟ إذاً، الله لم يشرِّع أي شريعة إلاّ وباركها.   
جرّدوكم من حقوقكم الإنسانية وقبضوا عليكم وباعوا واشتروا فيكم باسم المال والسلطة وفرضوهما على المجتمع ككل وحكموا بهما البشر فأصبحتم تابعين للمال والسلطة 
واللذين هما قانونكم وليس النظام الكوني. 
لو نظرتم إلى الزهرة في البستان لعرفتم بأنها لا تتبع المال والسلطة وبالرغم من ذلك تزهر ويفوح عبيرها، شجرة الكرز لا تتبع المال والسلطة وبالرغم من ذلك تزهر وتحمل ثماراً، النملة في الحقل لا تتبع المال والسلطة وبالرغم من ذلك تعمل بجهد وتناضل.... إنها ليست بحاجة لإرشاد وتوعية على خلقها وهذا لأنها متقيدة بالنظام الكوني.
إذا، كلها تعرف حقوقها في الحياة ولا تتخطاها بينما أصحاب المال والسلطة يتعدّون عليها لأنهم يريدون أن تصبح الأرض خالية من مخلوقات الله ومليئة  بالأحجار. 
يو8|32) وتعرفون الحق، والحق يحرركم»4 اجابهم يسوع:«الحق الحق اقول لكم: ان كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية.فان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون احرارا.
لذلك، خدشوا أفكاركم وتصرفوا بحياتكم وقضوا على أحلامكم وتعدّوا على حقوقكم... وما زلتم تقولون عنهم بأنهم رجال دين بينما هم رجال مال وسلطة!
لذلك لا يكفل حريتكم إلا النظام المدني الذي به ترجعون إلى فكركم ، وهو الذي يكفل حريتكم الإنسانية فتكون انطلاقتكم.
لذلك رجال الطوائف لا يباركون زواجكم بل يستغلونه من أجل مصلحتهم الطائفية.
ويستغلون طفولتكم لينسبوكم لطوائفهم. 
لذلك الله حاضر في جميع الناس وأينما يكونون يتبارك منهم المكان، وليس المكان والزمان اللذان يباركانهم. المكان والزمان خلقهما الإنسان وليس هما من خَلَق الإنسان.
بينما رجال الطوائف بنوا المكان والزمان اللذين هما الكنائس والمساجد والجوامع ... باعتقادهم أن الله موجودٌ فقط فيها. لذلك أقول لهم كما ان المكان والزمان خلقهما الإنسان، هكذا الله خلق  منذ البدء الارض ومن عليها فكانت ازمنته وامكنته.
إذا كل هذه الأمكنة التي بناها رجال الطوائف وسمّوها، بيوتاً لله هي ليست هكذا، بل هي بيوت لكل عقائد، وطقوس، وتقاليد...فهذه هي أمكنتهم وأزمنتهم التي بنوها من أجلهم. 
لذلك كل شخص منكم يقدر أن يقوم في تثبيت وجوده ،فيخلق من شخصيته التي اختارها الأمكنة والأزمنة التي يريدها، نعم، أليس الإنسان خلال وجوده يخلق مسكناً أي بيتاً له أو مؤسسة.. إذاً الإنسان هو الذي خلق المكان والزمان وهندسه وبناه كما هو يريد فيكون هذا المكان والزمان يشبه شخصيته.
لذلك لا يوجد مكان يسمى بيت لله بل مكان يسمى بيت للإنسان الذي هو بدوره مسكن للروح. 
الذين يتكلمون عن حقوق الإنسان هم انفسهم مسلوبون منها. لذلك يجب أن تعالجوا المسبّب باسترجاع حقوقكم من ثم يحق لكم أن تطالبوا بحقوق الآخرين. 
لذلك أنا تكلمت عن المسبب في سلب حقوقكم الإنسانية وليس معالجة حقوق الناس. وعندما لا يعود المسبّب موجود لسلب إنسانيتك ينتهي السلب والنصب والسرقة... أي المال والسلطة.لأن حقوقكم موجودة منذ الازل الى ان تزيلوا المسبب . 
مت 6: 24«لا يقدر احد ان يخدم سيدين لانه اما ان يبغض الواحد ويحب الاخر او يلازم الواحد ويحتقر الاخر. لا تقدرون ان تخدموا الله والمال.
1تيمو6|10) لان محبة المال اصل لكل الشرور، الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان، وطعنوا انفسهم باوجاع كثيرة. 11 واما انت يا انسان الله فاهرب من هذا، واتبع البر والتقوى والايمان والمحبة والصبر والوداعة....
     لا تمسكوا من خُطئ بحقه بل امسكوا الخاطئ الذي فعل الجرم بحق الإنسانية.
       من الذي اغتصب حقوقك الانسانية سوى الظالم؟

 *إن الظالم منعك او انتزع منك حقوقك الإنسانية، ولكنه لم يقدر ان يخفيها عنك فبإمكانك أن تسترجعها منه وان لم تحاول استرجاع حقك فانت تستحق لانك استسلمت دون اعتراض وبسكوتك عن مطالبة حقك تشجع الظالم في التمادي في ظلمك واستعبادك له.

*إن المال هو وسيلة وأداة للتعذيب البطيء لكي تموت منك الإنسانية. 
*لا تأتي السلطة من دون المال فمتى أتى المال أتت السلطة.
*فإن كان المال هو هدفك لوصولك للسلطة فإن هدف المال هو اسقاطك من الحياة.
*إن المال صنعَ لك السلطة فأنت بالسلطة ماذا صنعت للمال؟!
*لا يمكن لسلطة أن تخدم من لديه ضمير بل الذي لديه الخبز، والسيارات، والثياب...سوى الضمير.
*الذي لديه السلطة والمال سيحارب من أجلهما أما الذي لديه الضمير سيدافع من أجل حمايته منهما.
*إن حرقت المال ستنتهي سلطتك وإن حفظته سيؤرقك.
*أكبر ثروة ممكن أن تخلدك هو فكرك.
*المال لا يساعد الفقير ولا السلطة تنقذ المعوز بل إيمانك بوجودك يساعدك للإستقرار والتمتع بالحياة.
 * لا يمكن أن يحلّ المال مكان الحياة ،ولا السلطة مكان الإنسانية، ولكن من الممكن أن يحلّ الحب مكان الحقد ،والكرم مكان البخل...        

مرسالله